أكمل مسؤول مُتقاعد- كان يعمل في أحد القطاعات المهمة في محافظة الطائف- عشرة أشهر منوماً بمستشفى الملك فيصل، حيث دخله بسبب تجلطات صغيرة في الدماغ، وكذلك تعرُّضه لغيبوبة جعلته يُلازم السرير؛ مما أدى لحدوث جُرح صغير في ظهره، أهمله الطاقم التمريضي بالمستشفى لحين أن دخلته البكتيريا، والتي تسببت في تدهور حالته الصحية وتوقفت لديه مُعظم الأعضاء، في الوقت الذي يُردد الأطباء في أسلوبٍ غير واعٍ ويفتقد لآداب المهنة على أسرته قائلين: "الموت لوالدكم أريح". المسؤول، تحتفظ "سبق" باسمه، يبلغ من العمر 55 عاماً، كان قد نُوِّم في مستشفى الملك فيصل بالطائف في مبناه القديم، ثُم نُقل للمبنى الجديد الحالي، وهو مُلازم لسرير العناية المركزة، حيث لاقى إهمالاً كبيراً من قبل الجهاز التمريضي، كذلك لم يتم تعقيم الغرفة والتي وضعت لوحة بخارجها بأنه يجب لبس القفازات والملابس المُعقمة تلافياً من العدوى التي قد تحدث، إلا أن الغرفة من داخلها غير مُعقمة، وتسببت في دخول البكتيريا للجرح المُصاب به المريض في ظهره، ثم تحول لقرحة حتى أصبح الجلد الذي حول الجرح ميتاً، وصار عميقاً.
وذكر أبناء وبنات المسؤول المريض، والذي تعرَّض للبكتيريا داخل غرفة العناية المركزة في حديثهم ل"سبق": الأثاث الداخلي سيئ وغير نظيف، كذلك كفر السرير يتقيأ عليه والدنا ويبقى دون تغيير، سوى أنهم يكتفون بوضع ورق أزرق دون تغييره، بخلاف الجاونتيات التي يرتدينها الممرضات بها دماء ويدخلون العناية المركزة وهو يلبسونها دون تغيير، وأيضاً الأوساخ التي ظهرت على جدران الغرفة وعند التقدم بالشكوى يفيدونا بأن الطلاء من النوع الرديء ولا يسهل مسحه.
وأكّدوا بأن الممرضات المُترددات على والدهم لا يعرفن كيف يسحبن الدم، ويتضح بأنهن غير مؤهلات لذلك، مُشيرين إلى أن إهمال الجُرح لوالدهم ودخول البكتيريا فيه أحدث له تسمماً شديداً في الدم، وباتت حالته حرجة جداً، حتى توقفت المعدة والأمعاء وحدثت له التهابات في الكلى، والنزيف المتواصل، فيما استغربوا طلب المستشفى منهم توفير صفائح دم لوالدهم، وأن ابنه كان قد أحضر العديد من المُتبرعين، ولكن رفضوا وطلبوا منه أن يُحضرها من المستشفيات.
وناشدوا وزير الصحة بمُتابعة حالة والدهم، وتشكيل اللجان للتحقيق ومحاسبة المُقصرين والمتسببين، مبينين بأنهم على استعداد للمواجهة، ولديهم ما يُثبت صحة ذلك الإهمال الذي طال والدهم، وتسبب في تدهور حالته الصحية.