أكد الباحث في مجال الرؤى والأحلام محمد العزي، المستشار بالمركز العربي السعودي للتدريب والاستشارات، أن مقطع الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمفسر أحلام ورؤى، يفسر رؤية سيدة بالمنطقة الشرقية لشمس وقمرين، الأول اسمه عبدالقادر ويمتاز بالأعمال والآخر يدعى عبدالباسط ويمتاز بالسلاسة، أنها ليست رؤيا حقيقية، بل هي حبكة درامية صِيغت بطريقة أشبه ما تكون بالرؤى. وذكرت السيدة أم سارة (34 عاماً) أنها تسكن في المنطقة الشرقية، ورأت الرؤية قبل أسابيع قليلة، وقالت إنها سمعت صوتاً يقول لها إن نور القمر سيدخل كل مكان حتى الذي لا تتوقعه سيدخل هناك، والقمران ينبذان الطائفية والأحزاب، مضيفة: "الصوت قال جميعها تسقط، لا للتفرقة، ويتساوى العباد ويشتركون في كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وقال مفسر الرؤى في القناة الفضائية: "من سمع الرؤية يدرك أنها لعموم المسلمين، وهي مولد عهد جديد أي الخير المقبل على عموم المسلمين، وهي من جهتين، كالفتوحات الإسلامية، وأعني بها الخير الذي ينفتح لأهل الإسلام، وهي رؤية عجيبة، وأنا مضطر أني أقول إن فيه تفسيراً لها أعتذر عن تفسيره، ولكن وراء الرؤية الخير الكثير، ولا أستطيع البوح بهذه الجزئية".
وأثار المقطع بعض المستخدمين حول تفسير هذه الرؤية، ومدى مصداقيتها، وما تخفيه هذه الرؤية من تفسير رفض البوح به.
وتواصلت "سبق" مع "العزي"، الذي قال إن بعض الرؤيا والأحلام أصبحت في الآونة الأخيرة بمثابة فرقعات إعلامية تسويقية لبرامج أو أفراد، وبدأ مسار هذا العلم الشريف يتحول إلى شخصنة غير منطقية من بعض المجتهدين الذين ربما لم يحالفهم الحظ أو كان هدفهم مكاسب شخصية مادية بعيداً عن الرسالة السامية لهذا العلم.
وحول الرؤية قال "العزي": لا أعتقد أنها ليست رؤيا حقيقية، بل هي حبكة درامية صِيغت بطريقة أشبه ما تكون بالرؤى؛ وذلك لثلاث دلالات، وهي دلالة الرؤيا ودلالة السائلة ودلالة المعبر.
وقال: إن في دلالة الرؤيا عندما يكون هناك رموز متضادة فإما أن تكون خيراً وشراً أو يكون أمراً حسناً وآخر أحسن منه على حسب وجوه الرؤيا، مضيفاً أنه يستبعد أن يكون هناك رمزان بنفس القوة ونفس الدرجة سواء خيراً أو شراً؛ لأن الرؤى بالذات تكون من الرحمن وعلى يد ملك الرؤى، ولا يمكن أن يقذف في قلب أحد تناقض، والله عز وجل لم يرسل رسولين بشريعتين في أمة واحدة.
وأضاف: أما دلالة السائلة فهو واضح جداً أنها أخطأت وهي تقرأ من ورقة ومستحيل أن تخطئ في معنى جوهري في الرؤيا وهي لها، أيضاً عدم وجود تفاعل في الرؤيا من قبل السائلة، مما دل أنها تقرأ شيئاً لا يلامس شعورها الداخلي، كذلك مما يدل على ما ذكرت أن المرأة بطبيعتها الفيسولوجية أكثر نسياناً من الرجل، فكيف استطاعت هذه المرأة أن تحفظ رؤيا بهذا الطول وبهذه التفاصيل الدقيقة ثم تكتبها، ومع ذلك لو سلمناً أنها نابغة حفظ هل من المعقول أن تكون بهذه الأخطاء المتكررة في طرحها وهي حافظة.
وتحدث "العزي" عن دلالة المعبر قائلاً: "هي دلالة واضحة جداً؛ حيث قال بأن البعض ربما يقول إن فيها زيادة أو تلاعباً، وكأن لسان الحال: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} نسأل الله- عز وجل- أن يصلحنا وأن يستعملنا في طاعته".
وحول مفسري الرؤيا قال "العزي": "سبق أن عرضت على الإفتاء اقتراح إنشاء وظائف خاصة لمعبرين موثوقين يتم سد احتياج المجتمع، وعدم إقحام الناس في تكبد الخسائر وتعرضهم لمشاكل؛ جراء بعض الاجتهادات الخاطئة، ولا زلت إلى الآن مستعداً لتقديم خطة متكاملة يتم التعاون فيها بين الشؤون الإسلامية واللجنة الدائمة للإفتاء، كما أنني سبق وأن عرضت فكرة برنامج يعتني بتثقيف الناس حول الرؤى والأحلام من خلال مقاييس وقوانين حظيت بتأييد من قبل بعض العلماء والدعاة، لكن فهمت أن كل قناة تهتم بتسويق هذا المجال لا يمكن إتاحة الفرصة فيها لنقد بعض أرباب هذا الفن، والله المستعان".