ساهمت حملة محو الأمية التي انطلقت قبل شهرين ونصف الشهر بقرية آل صلاح التابعة لمركز الجائزة بمحافظة الليث في رجوع العديد من كبار السن إلى المقاعد الدراسية بحثاً عن سبيل يخرجهم من أميتهم العمياء التي عاشت معهم منذ ولادتهم إلى أن بلغوا من الكبر عتياً، حيث يرغبون في تعلم أمور دينهم وفي مقدمتها الصلاة. وقد شهدت تلك الحملة العديد من المواقف التي لم تكن متوقعة خاصة أنها من أناس يمرون بالعقد الرابع ومنهم من يتربع على عرش العقد الثامن من العمر وكان أهم هذه المواقف عدم معرفة البعض منهم بسور القرآن الكريم حيث يقوم البعض منهم بدمج بعض الآيات القرآنية مع بعضها البعض في الصلاة دون التفريق بين السور ومن تلك المواقف أيضاً أن بعضهم لا يعرف كيفية الغسل من الجنابة، بل منهم من لم يكن يعلم أن الغسل من الجنابة واجب شرعي، بل إن أحد الدارسين كان يحلم بمن يعلمه قراءة القرآن الكريم كي يتمكن من أداء الصلاة بشكلها الصحيح وكما ينبغي بعد أن كان محروماً من أدائها لأكثر من 28 عاماً عاشها في ظلمة الجهل. من جانبه قال مدير التربية والتعليم لتعليم البنين بالليث مرعي البركاتي إن الحملة تأتي في إطار جهود وزارة التربية والتعليم للقضاء على الأمية في المجتمع ونشر المعرفة والتعليم في كافة القرى والهجر التي تتبع للمحافظة وفق منظومة من البرامج والفعاليات التعليمية بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين. بينما ذهب مدة بن علي الثعلبي المدير التنفيذي للحملة إلى القول إن الحملة شهدت إقبالاً منقطع النظير من قبل الأهالي للتسجيل بها والانخراط في برامجها، وذكر أن أعداد مراكز الحملة قد وصلت إلى ما يقارب "20" مركزاً وبلغ عدد الدارسين المسجلين فيها ما يقارب "300" دارس حتى الآن , مؤكداً أن هناك أكثر من "30" برنامجاً تعليمياً يتبع لتعليم الكبار بأضم ما بين مراكز محو الأمية والمدارس الليلية المتوسطة والثانوية ومشروع مجتمع بلا أمية يستفيد منها أكثر "700" دارس في كافة المدارس التابعة لنطاق مكتب التربية والتعليم بأضم. وبين مدير الإعلام التربوي حامد الإقبالي أن الحملة تشتمل على العديد من البرامج التعليمية والتوعوية والاجتماعية والصحية والبيطرية والإعلامية، لافتاً إلى أن البرنامج التعليمي للحملة يشتمل على تدريس القرآن الكريم والعلوم الدينية والقراءة والكتابة والحساب فضلاً عن كون هناك العديد من المساهمات العينية والمالية التي سيتم توزيعها على المستهدفين من الحملة لتشجيعهم على مواصلة دراستهم. وكان وكيل محافظة الليث الأستاذ ناصر بن حمود السبيعي قد دشن فعاليات حملة التوعية ومحو الأمية بقرى آل صلاح والجائزة التابعة لمكتب التربية والتعليم بأضم بإدارة تعليم الليث والتي تقام خلال العام الدراسي 1430ه / 1431 ه والتي تم اعتمادها من قبل معالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبد الله السبتي بناءً على توجيهات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بهدف تكثيف الجهود لمحو الأمية في مركز الجائزة والقرى التابعة للمركز.