انخرط في برنامج محو الأمية في قرى آل صلاح والجائزة في محافظة الليث، مجموعة من كبار السن بغية التزود بعلوم القرآن وبعض الواجبات الشرعية، كالصلاة والزكاة والصيام والحج والتيمم والطهارة والغسل، بالإضافة إلى مبادئ في القراءة والكتابة والحساب. وتراوحت أعمار المنخرطين في البرنامج بين 44 و88 عاما اتضح أن بعضهم ليس لديه معرفة ببعض أمور الصلاة والوضوء والتيمم. ويقول المسن من قرية الرخم حمدان العاصمي والبالغ من العمر 88 عاما، حيث كان برفقة سبعة أشخاص يجلسون على شكل نصف دائرة حول معلمهم، وكان منهمكا في قراءة إحدى سور جزء عم يحاول أن يحفظها عن طريق تكرار ترديدها، العاصمي الذي كان أكثرهم جدية، يقول: «أعيش الآن على الكفاف، ولا أريد شيئا من الدنيا غير الستر وأن أعبد الله عز وجل كما يجب». وحمد الله على أن هيأ له من يعلمه أمور دينه وسور القرآن الكريم ويضيء له الطريق حتى يتفقه في دينه، بعد أن عاش جهلا مطبقا في الماضي، كما يقول. أما مرزوق بن علي الصلاحي ذو ال 87 عاما، فيقول: «أخرجنا البحث عن العلم في هذه السن إلى المدرسة بعد أن علمنا قيمته، فقد كنا نخوض الصحارى والجبال بحثا عن لقمة العيش، ولم يكن هناك متسع من الوقت للتعليم، أما الآن فكل شيء متوفر ولقد استفدنا الكثير مما درسناه وتعلمناه على مقاعد الدراسة». بينما يؤكد أحمد بن خضر المالكي، وهو أحد أكبر الدارسين الملتحقين بالحملة، حيث يدرس في المركز الفرعي في مدرسة عقبة بن نافع، بأنه استفاد فائدة عظيمة عبر التحاقه ببرنامج الحملة، حيث يقول «لم أكن أحفظ سوى ثلاث سور من القرآن، أما الآن فأحفظ 18 سورة، كما أنني تعلمت بعض الأحكام والواجبات الشرعية التي كنت أجهل بعضها». معلم المشروع معيض بن إبراهيم المالكي، أشاد كثيرا بتفاعل المسن أحمد، عادا إياه وبرغم تقدمه في السن من أكثر الدارسين حضورا وحرصا على طلب العلم والفائدة. ويرجع مطير بن علي السويحي من المركز الفرعي في مسجد قرية المولجة عدم تعلمه في الصغر إلى الظروف المعيشية، قائلا: «أنا أعول أسر كبيرة، وأولادنا ذهب أكثرهم إلى المدن إما بقصد الدراسة أو بقصد طلب الوظيفة، و تركونا نكابد الحياة بحلوها ومرها، فحرصنا على التسجيل في فعاليات الحملة والاستفادة من برامجها المتنوعة ومحو أميتنا التي أخرتنا كثيرا عن ركب المقدمة». ويقول سكان القارزي، وهو من مركز محو الأمية في مدرسة أبي ذر الغفاري في المشاش: «ما أن سمعت عن برنامج محو الأمية إلا وبادرت بالتسجيل، لأنني أريد أن أتعلم قراءة سور القرآن بالشكل الصحيح وقراءة أسماء هاتفي الجوال لكي لا يكون لدي مشكلة في التواصل مع الآخرين، والحمد لله تحقق حلمي وبدأت أقرأ قراءة جيدة وأتقنت قراءة كثير من السور بالإضافة إلى بعض الجمل والكلمات». ويشعر عبيدان بن مهلهل بالغبطة جراء التحاقه ببرنامج محو الأمية، حيث تحدث قائلا: «ساعدني على تعلم القرآن الكريم وأمور الدين ومبادئ القراءة والكتابة والحساب، وأصبحت أعرف الآلية التي تمكنني من متابعة مستويات أولادي الدراسية خصوصا ممن هم في المرحلة الابتدائية». وأوضح المدير التنفيذي للحملة مدة بن علي الثعلبي، أن إدارة الحملة نظمت العديد من البرامج التعليمية، الدينية، التوعوية، الاجتماعية، الصحية، والبيطرية التي تستهدف الدارسين في مقرات مراكز الحملة المنتشرة في كافة القرى والهجر، وذلك بالتعاون مع الجهات المشاركة من كافة القطاعات الحكومية المعنية. وأبان الثعلبي أن البرامج المخصصة للدارسين تتنوع بين البرامج التعليمية، حيث يتم تعليم الدارسين القرآن الكريم والواجبات الدينية والشرعية بواقع ست حصص أسبوعية لمواد القرآن والفقه والتوحيد، و 12 حصة أسبوعية لتعليم المبادئ الأساسية في منهجي القراءة والكتابة، وحصتان في الأسبوع لتعليم مهارات الحساب. وكل هذه البرامج تهدف إلى زيادة معلومات الأميين المستهدفين والعمل على محو أميتهم وتنمية مهاراتهم وفقا لمهارات التقويم المستمر المعتمدة للمناهج الدراسية المقرر تدريسها في الحملة، وبرامج دعوية ووعظية إلى جانب برامج صحية أعطيت فيها إرشادات وتطبيقات في الإسعافات الأولية لبعض الحالات التي تكثر في مناطق الحملة، مثل الكسور ولدغات العقارب والثعابين وضربات الشمس. وشاركت وزارة الشؤون الاجتماعية بأخصائيين اجتماعيين تولوا دراسة حال الدارسين المستفيدين من الحملة ومعرفة حال أسرهم وتلمس احتياجاتهم ومتطلباتهم ومن ثم الرفع للجهات المختصة في الضمان الاجتماعي في أضم والليث والجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية. ومن جهته، ذكر رئيس اللجنة الإعلامية للحملة ومشرف تعليم الكبار في أضم محمد المالكي أن عدد الدارسين المستفيدين من حملة التوعية ومحو الأمية بقطاع آل صلاح والجائزة بلغ أكثر من 325 دارسا يتوزعون على 22 مركزا داخل القرى والأحياء، أشرف على تدريسهم 26 معلما من خريجي الجامعات والكليات التربوية، لافتا إلى أن الحملة وزعت الكثير من السلات الغذائية والهدايا التشجيعية على الدارسين بهدف تشجيعهم على الانتظام ومواصلة دراستهم بمراكز تعليم الكبار.