أعادت حملة محو الأمية التي انطلقت في قرية ال صلاح التابعة لمحافظة الليث قبل نحو شهرين العديد من المسنين الى مقاعد الدراسة لمحو أميتهم بهدف تعلم الدين والصلاة وخرجت الحملة بالعديد من المواقف والمفاجآت التي فجرها الدارسون والتي تراوحت اعمارهم بين 44 و88 عاما وتنوعت هذه المواقف بين عدم معرفة بعضهم لكيفية الاغتسال من الجنابة وادخال سورة الناس على انها جزء من سورة الفاتحة معتبرين انفسهم انهم في الطريق الصح. |ونحن بدورنا قمنا بجولة على مقر الحملة وهي الثالثة على مستوى المملكة والتي أقرتها الوزارة مؤخرا ووفرت بها جميع المرافق التي تحتاجها من المباني المدرسية والتجهيزات التعليمية اضافة الى توفير المعلمين والاخصائيين الاجتماعيين والاطباء البيطريين. |كانت جولتنا في احد المراكز حيث التقينا بالعم حمدان العاصمي والبالغ من العمر 88 عاما حيث كان برفقة سبعة أشخاص يتحلقون في نصف دائرة حول معلمهم وكان منهمكا في قراءة احدى قصار السور يحاول أن يحفظها بترديدها العاصمي الذي دخل أكثر من وظيفة وخرج منها صفرا كان أكثر تفاؤلا حينما قال (اعيش الان على الكفاف ولا اريد شيئا من الدنيا) وأردف ( ياولدي انني أتمنى ان يدركني الموت الان حتى ارتاح من هذه الدنيا فأحياناً تطاردني وساوس ليلية ولا اعلم هل صليت الفرض أم لا). |وحمد الله على أنه هيأ له من يعلمه أمور دينه وسور القرآن الكريم حتى يتفقه في دينه بعد ان عاش جهلا مطبقا لاكثر من نصف قرن لدرجة انه لم يصلِّ الا بعد ان تجاوز الثلاثين من العمر. |محمد فتى لم يتجاوز 17 عاما , بجوار العم حمدان اتضح انه ابنه حيث قال( هربت من المدرسة وأنا صغير فلم أعد اليها ترك لدي عقدة طوال أعوام حتى جاء برنامج محو الأمية فانتهزت الفرصة والتحقت بها ). |اما مرزوق بن علي الصلاحي 87 عاما قال في معرض حديثه حينما التقيناه في مركز ال صلاح( أخرجنا البحث عن العلم في هذه السن الى المدرسة بعد أن علمنا قيمته فقد كنا نخوض الصحارى والجبال بحثا عن لقمة العيش ولم يكن هناك متسع من الوقت للتعليم ). |المعلم خليل عبدربه اشار الى انه لم يتقيد بالمنهج الدراسي في تعليمه للطلاب المسنين حتى يستطيع تعليمهم ما ينفعهم وقال ( ركزنا على تحفيظهم للقرآن الكريم وبعض الحروف) ولفت الى أنهم يسعون الى الجودة في عملهم مشيرا في الوقت ذاته الى ان عدداً من الدارسين يتجاوز عمره 60 عاما مكث طوال عمره الى ما قبل انطلاق الحملة لا يعرف كيف يغتسل من (الجنابة) بالشكل الصحيح !. |من جانبه قال مدير التربية والتعليم بالليث مرعي البركاتي بأن الحملة تأتي في إطار جهود وزارة التربية والتعليم للقضاء على الأمية في المجتمع ونشر المعرفة والتعليم في كافة القرى والهجر التي تتبع للمحافظة وفق منظومة من البرامج والفعاليات التعليمية بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين. |وبين مدير الاعلام التربوي حامد الاقبالي بأن الحملة تشتمل على العديد من البرامج التعليمية والتوعوية والاجتماعية والصحية والبيطرية والاعلامية لافتاً إلى أن البرنامج التعليمي للحملة يشتمل على تدريس القرآن الكريم والعلوم الدينية والقراءة والكتابة والحساب فضلاً عن أن هناك العديد من المساهمات العينية والمالية التي سيتم توزيعها على المستهدفين من الحملة لتشجيعهم على مواصلة دراستهم |وكان وكيل محافظة الليث الأستاذ ناصر بن حمود السبيعي قد دشن فعاليات حملة التوعية ومحو الأمية بقرى آل صلاح والجائزة التابعة لمكتب التربية والتعليم بأضم بإدارة تعليم الليث والتي تقام خلال العام الدراسي 1430ه / 1431 ه والتي تم اعتمادها من قبل معالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبدالله السبتي بناءً على توجيهات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بهدف تكثيف الجهود لمحو الأمية في مركز الجائزة والقرى التابعة للمركز. |الحفل شهد العديد من الفقرات الشعرية والمسرحية وعروض البوربوينت التي قدمت .بالإضافة إلى بعض الفعاليات التي تحث على طلب العلم والمشاركة بالتسجيل في فعاليات الحملة حيث شارك الدارسين الكبار بمجمع طارق بن زياد التعليمي بآل صلاح بمسرحية فكاهية بعنوان إلى متى لا أقرأ .