في موقفٍ مؤثرٍ تفاعل معه الحضور في أثناء إقامة برنامج اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، والذي نظّمته جمعية "كفى" للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بسوق الضيافة بمكة المكرّمة، أعلن أحد الوافدين المصريين إقلاعه عن التدخين بحضور أفراد عائلته. وزار المعرض التوعوي عائلة من خارج مكة وهم من الجنسية المصرية، وتأثر والدهم المدخّن بالمواد المعروضة والمرئية وقرّر الإقلاع عن التدخين والدخول في البرنامج العلاجي وبدأ أول جلسة في العيادة المتنقلة التابعة للجمعية.
وبعد الخروج منها ذهب إلى مسرح الفعاليات المقامة وقرّر الإقلاع أمام الحضور وأتلف السجائر بعزيمةٍ وإصرارٍ وسجّل بعض العبارات المؤثرة على لوحة المعرض، وفي أثناء نزوله من المسرح وإذا بزوجته تتخطى الحضور وتحتضنه وهي تبكي ومعها أطفالهم فرحاً بقراره الشجاع.
وأكّد المُقلع عن التدخين أنه كان في ظهر ذلك اليوم في الحرم المكي الشريف يدعو الله أن يبعده عن هذه العادة السيئة وكانت الدعوات من جميع الأسرة ثم في المساء وفي أثناء تسوّقهم في سوق الضيافة صادفت زيارتهم فعاليات اليوم العالمي للامتناع عن التدخين ثم كان فضلاً من الله إقلاعه عن هذا الوباء القاتل.
من جانبه، أكّد رئيس جمعية "كفى" لمكافحة التدخين الشيخ إبراهيم الحمدان، أن المملكة تنفق أكثر من 38 مليون ريال يومياً لشراء التبغ، مشيراً إلى أن عدد ضحايا التدخين في العالم بلغ 6 ملايين مدخّن وهناك إحصاءاتٌ من قِبل وزارة الصحة تحدثت عن وجود 23 ألف مدخّن سنوياً، وهذه الإحصاءات في ازديادٍ نتيجة قلة التوعية،
وأضاف أن آخر إحصائية رسمية تحدثت عن وجود 6 ملايين مدخّن في المملكة فقط، بينهم مليون امرأة، وهذه الإحصائية في عام 2009م، ونظراً لغياب الجهة المعنية عن هذه الإحصاءات نتوقع وصول العدد إلى الضعف بواقع مليونَي امرأة مدخّنة.
وأشار الشيخ الحمدان إلى أن عمل الجمعية تضييق الخناق على شركات بيع التبغ في المملكة لأنها في حال تجاهل تلك الشركات تتخذ اجراءات وأساليب في الترويج لهذه الآفة، وهناك قضايا منظورة في المحكمة ضدّ بعض الشركات التي تمّ رصدها وهي تقوم بالترويج لمنتجاتها في الرياضوجدة وهذا مخالفٌ لدينا ويجب التشهير بها والتعامل معها بحزمٍ.
وكانت الجمعية قد دشّنت فعاليات معرض مكافحة التدخين الذي تقيمه بأسواق الضيافة بمشاركةٍ من شرطة العاصمة المقدسة ومؤسسة عناية، ويعتبر هذا المعرض نهجاً جديداً انتهجته الجمعية في مخاطبة المدخّنين والمدخّنات في الأماكن العامة، إضافة إلى تفعيل دور التوعية بأضرار التدخين لزوّار مكة المكرّمة من خلال المعرض.