بعد تفوُّق ابنة جازان السعودية "نجلاء بنت أحمد النعمي" على ملايين الطلاب ب"2842 جامعة وكلية في 50 ولاية أمريكية" يطالب كاتب صحفي الإعلام بالاهتمام ببنات جازان كما هلل لرواية "بنات الرياض"، وفي شأن آخر، تؤكد كاتبة أن المرأة المسرفة التي تتسبَّب في سجن زوجها بسبب الديون، تمارس نوعاً من العنف النفسي ضده، وأن المرأة المتسلطة، سواء كانت الأم أو الأخت أو الزوجة، تمارس العنف العاطفي ضد الرجل، باسم الحب. كاتب: الإعلام الذي هلل ل"بنات الرياض" تجاهل "بنات جازان"
بعد تفوُّق ابنة جازان السعودية "نجلاء بنت أحمد النعمي" على ملايين الطلاب ب"2842 جامعة وكلية في 50 ولاية أمريكية" يطالب الكاتب الصحفي عبد الله منور الجميلي الإعلام بالاهتمام ببنات جازان كما هلل لرواية "بنات الرياض"، وسار وراء كل من قادت سيارة، مؤكداً أن "نجلاء" هي نموذج المرأة السعودية التي يجب إبرازها للجميع، وفي مقاله "بنات جازان!" بصحيفة "المدينة" يقول الكاتب: "بداية فضلاً قُولوا: ما شاء الله تبارك الله؛ فالطالبة السعودية نجلاء بنت أحمد النعمي قد تفوَّقت على الملايين من الطلاب والطالبات الدارسين ب2842 جامعة وكلية في 50 ولاية أمريكية!!.. "نجلاء" المبتعثة من كلية العلوم في جامعة جازان، والدارسة في جامعة أركانساس بالولايات المتحدةالأمريكية تم تكريمها الأسبوع الماضي من إحدى المنظمات العَالَميّة؛ لنبوغها وتفوقها العلمي في تخصُّصها النانو والهندسة، أرجوكم رَكّزوا في نوعية التّخَصُّص، ثمّ هذا التكريم أو تلك الشهادة هي الثالثة عشرة التي تنالها "نجلاء" في مسيرة عطائها وتفوقها"، ويعلق الكاتب قائلاً: "نبارك لك "نجلاء"، والوطن يفتخر بك؛ فأنت -يا بِنْت جازان- أنموذج للفتاة السعودية المثالية المتفوقة.. نعم نقف لك تقديراً واحتراماً، وفي الوقت نفسه نُقَدّم لك اعتذاراً عن تجاهل الكثير من وسائل إعلامنا لفوزك ونبوغك الذي كان عناوين في طائفة من الإعلام العربي والأجنبي! فبعض قنوات إعلامنا التي أغرقت الساحة ضجيجاً وتهليلاً وتصفيقاً بجرأة وإثارة تفاصيل ما يُسَمّى ب"رواية بَنَات الرياض"، وأوصلتها حتى لمهرجانات مكتبة الإسكندرية؛ مع أنها تفتقد لأبسط أبجديات الرواية الأدبية! ووسائل الإعلام تلك ترفع الأصوات والرايات احتفالاً بأية "امرأة" تحاول فقط المجاهرة بقيادة السيارة في شوارعنا، وتمنحها ألقاب وأوصاف "المُصلحة" و"الناشِطة" و"الحقوقية"، وترفعها حتى تنال بعض الجوائز الوهمية؛ فهي هكذا ودون سابق إنذار أو اعتبار من أكثر نساء العَالَم تأثيراً حسب منظمة إنسانية من بلاد الوَاق واق!! بعض تلك الوسائل الإعلامية تجاهلتك يا "نجلاء"؛ لأنها لا تبحث حقيقة عن تفوُّق بنات الوطن ودورهنَّ الفَاعِل في خدمته وتنميته؛ بل تنشد من التصرفات والأحداث ما يحقق أفكارها التي تريد فرضها على المجتمع، متخذة من "المرأة" أداة لتحقيق أهدافها"، وينهي الكاتب قائلاً: "نكرر التهنئة لك "نجلاء"، ولأسرتك وجامعتك، ودعاء لك بالمزيد من التفوق". "سمر المقرن": المرأة أيضاً تمارس العنف ضدَّ الرجل
تؤكد الكاتبة الصحفية سمر المقرن أن المرأة المسرفة التي تتسبَّب بسجن زوجها بسبب الديون، تمارس نوعاً من العنف النفسي ضده، وأن المرأة المتسلطة، سواء كانت الأم أو الأخت أو الزوجة، تمارس العنف العاطفي ضدَّ الرجل، باسم الحب، وتشير الكاتبة إلى أن هذه الأنواع موجودة في مجتمعنا دون التنبُّه لها، وفي مقالها "العنف ضدَّ الرجال!" بصحيفة "الجزيرة" تقول الكاتبة: "شهدت قبل سنوات أثناء عملي الميداني حالة عنف جسدي تعرَّض لها رجل ضعيف البينة من قِبل زوجته العربية، ولم أكتب أي تفاصيل عن تلك القصة بناء على طلب من الزوج نفسه، لذا أكتفي بالإشارة هنا لتلك القصة، مع توضيح أنه تعرَّض لكسور ورضوض أجريت له على إثرها عمليات جراحية"، ثم ترصد الكاتبة أنواعاً أخرى من العنف وتقول: "وإن كان العنف الجسدي ضدَّ الرجل لا يكاد يُذكر نتيجة للعوامل الجسدية، فهناك العنف النفسي الذي يتعرَّض له كثير من الرجال، وما زال هذا الموضوع من المسكوت عنه، وأستدلُّ على هذا ببعض الأمثلة التي نعايشها في المجتمع، فكم من رجل دخل السجن بسبب كثرة الديون التي فاقت قدرته، وهذه الديون قد يكون أحد أسبابها امرأة متطلبة، لا تبحث إلا عن توفير المال دون النظر إلى قدرة الرجل ودخله المادي"، وتمضي الكاتبة راصدة: "أيضاً الخلل في مفهوم الحب لدى البعض قد يتسبَّب في إحداث العنف؛ إذ تأتي الشخصية المتسلطة لتجعل الطرف الآخر خاضعاً وخانعاً لها، هذا السلوك هو سلوك مصاب به بعض البشر، لذا قد نجد أن الطرف الآخر يكون خضوعه الذي قد يصل إلى مرحلة الإذلال والطعن في استقلالية شخصيته، بسبب هذا الخلل الحاصل في مفهوم الحب، فهو يعتقد أن خنوعه أحد أنواع التعبير عن الحب، والشخصية المتسلطة ليست بالضرورة رجلاً، إنما هناك امرأة متسلطة قد تكون أمّاً فتمارس العنف العاطفي والنفسي تجاه ابنها، معتقدة أن هذا هو الحب، وهو في المقابل يخضع لها معتقداً أن خضوعه بهذه الطريقة التي تُلغي شخصيته هو كذلك نوع من الحب وشكل من أشكال البر. ونفس الأمر قد تُمارسه بعض الزوجات ممن لديهنَّ خلل في مفهوم الحب، واعتبار خنوع الزوج هو تعبير عن الحب، ومما ذكر عالم النفس الألماني "إريك فروم": فإن الشخصية المتسلطة لا تعرف الحب لذا تجده في التبعية، تجده برفض وتدمير هوية الشخص الآخر!"، وتعلق الكاتبة قائلة: "كل الأشكال السابقة هي من أنواع العنف الذي يُمارس ضد الإنسان، فالعنف ليس بالضرورة أن يكون جسدياً، بل إن العنف النفسي والحرمان العاطفي يكون أشد إيلاماً في بعض الأحيان!"، وتنهي الكاتبة قائلة: "الحياة بكل مشاعرها تحتاج إلى التوازن، إلى منح كل شخص استقلاليته العاطفية والنفسية دون ممارسة ضغوط تتحوَّل بفعل الوقت والأيام إلى عُنف، قد لا يشعر به الإنسان ويعيشه دون أن يدري أنه عُنف!".