لما القصيبي سابقا كان الحديث عن عنف الزوجات بمنزلة نكتة، الآن نراه أصبح طبيعيا وينشر في الصحف والمجلات وتخصص له برامج يظهر فيها الأزواج المظلومين ليحكوا عن تجاربهم المريرة مع زوجاتهم المفترسات، وكأن المسألة أصبحت شبيهة بعنف الأزواج ولكن الأبطال تبادلوا الأدوار، وحين نتحدث عن عنف الزوجات هل نتحدث عن العنف الجسدي أو قد يكون العنف نفسيا وأحياناً يكون سوء التعامل اللفظي بمثابة حرب نفسية تقلب حياة الزوج إلى جحيم، ومن وجهة نظري كامراة وقد يستغرب البعض ما أقوله إن الرجل له دور كبير في تحول زوجته إلى وحش إن صح التعبير فقد يكون ضعيفا جدا والزوجة قوية ومتسلطة بالتالي ضعفه يوصلها لمرحلة العنف والتطاول، وأحيانا تكون الزوجة نفسها كانت ترى ذلك في منزل أهلها بالتالي أصبحت شخصية عدائية أو ان تكون ابنة رجل عنيف بالتالي أصابتها ردة فعل عكسية جعلتها تمارس العنف ضد زوجها وكأنها تسبقه للعنف، ولكن الحقيقة أنا أستغرب من سكوت الزوج على هذا العنف حتى يصل لمرحلة يضطر فيها للجوء للجهات المعنية لإنقاذه، هذا هو الشيء المستغرب فقد اعتدنا أن تكون المرأة هي الضحية كونها الطرف الأضعف، وقد تكون حالة مرضية لدى الزوج يتلذذ فيها بالتعذيب، بل يشعر بالإثارة والحُب الشديد لزوجته لشعوره بقوتها، إلا أن بعض حالات العنف قد تكون نتيجة لعنف الزوج نفسه وحين ينفد صبرها وتحين الفرصة للزوجة للانتقام لا تتردد في استغلالها. حالات عنف الزوجات أصبحت مثار جدل ونقاش لدرجة أن بعض الدول وضعت جمعيات لحماية الأزواج من عنف الزوجات، وهناك إحصاءات تنبئ بأن عنف الزوجات في ازدياد ولا أعلم هل المسألة قديمة وطفت على السطح بسبب اهتمام الإعلام بها، أو إنها ظاهرة حديثة بسبب أن دور المرأة أصبح أقوى في المجتمع مما يشعر بعض الزوجات بالقوة، وفي جميع الأحوال لا أعتقد بأن الظاهرة منتشرة كثيرا وقد يكون الإعلام قد ضخَّمها كونها موضوعا جديدا ومثيرا ومخالفا للمتعارف عليه وهو عنف الأزواج.