كشفت دراسة حديثة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر أن 40 في المائة من الزوجات يضربن أزواجهن، فيما أشارت إلى أن العنف يزداد بين الأميات بنسبة 78 في المائة مقارنة بالمتعلمات. وذكرت الدراسة أنه رغم تزايد النداءات للمطالبة بحقوق المرأة والدفاع عن كرامتها أمام عنف الرجل، إلا أن الأخير أصبح ضحية للعنف الاجتماعي من جانب المرأة وتعرضه لأنواع متعددة ومستحدثة من العنف داخل الأسرة وخارجها، وتراوح أعمار النساء الآتي يمارسن العنف ضد أزواجهن بين 30 إلى40 عاما. وأبانت الدراسة «أن الأسباب التي تدفع المرأة إلى العنف ضد زوجها تكمن في سوء المعاملة والخلاف على تربية الأبناء إضافة إلى امتهان المرأة وتهديدها من الزوج بالطرد بين حين وآخر، فيما تضمن أيضا انخفاض التوافق الجنسي». وفي الوقت الذي تختفي فيه حالات العنف ضد الأزواج من الظهور على السطح، تشير علامات بادية تتمثل في خدوش وكدمات تظهر في بعض الأحيان بشكل مفاجئ على وجه بعض الأزواج نتيجة عنف الزوجة، إلا أنهم سرعان ما ينفون علاقة تلك السحجات بحواء، وأنها ناتجة من تصرفات أطفالهم الأشقياء، خشية وقوعهم في حرج أمام المجتمع. عدد من الأزواج اعترفوا ل «عكاظ» بتعرضهم لهجمات شرسة من زوجاتهم إلا أنهم يفضلون الاكتفاء بحلها بكل هدوء. (م. س) محام يقول: وكلتني إحدى السيدات للترافع عنها في المحكمة وخلعها من زوجها الذي كان يرفض الطلاق، وخلال جلسة الحكم رفض الزوج أن يخلع زوجته فما كان منها إلا أن صفعته أمام القاضي الذي أمر بطردها من المحكمة بسبب تصرفها. فيما بررت هي موقفها بأنها تريد أن تؤكد للقاضي أن زوجها ضعيف الشخصية ولا يستطيع أن يدير شؤون أسرته وهذه هي الأسباب التي دفعتها لطلب الخلع منه. (م، ح) اعترف على مضض أن زوجته أحيانا تتصرف معه بنوع من التوبيخ يصل إلى حد قذف الأواني المنزلية عندما تغضب، مبررا صمته عن تصرفاتها السلبية ليس من الخوف ولكن لحبه لها، لذلك فهو يتحمل تجاوزاتها، خاصة أنها تندم بشكل سريع على ما تفعله ضدي. من جانبها، أوضحت الدكتورة موضي الزهراني في وزارة الشؤون الاجتماعية، أن المجتمع بطبيعته لا يقبل أن يشكو الرجل من المرأة، أو يعترف عن تعرضه لأي نوع من العنف؛ لأن ذلك يعد في نظره نقصا في رجولته فهو يخجل من الاعتراف بأن الكدمات وآثار الضرب البادية عليه هي من فعل زوجته لخشيته من سخرية العائلة والمجتمع. لذا لا تجد رجالا يأتون إلى دور الحماية يشكون من عنف زوجاتهم خوفا من وصفهم بقلة الرجولة. وتضيف الزهراني: من المواقف التي وقفت عليها قدم رجل شكوى إلى جهة أمنية من إحدي بنات عمه (أرملة) التي تحبه وتطارده بالكلمات والاتصالات مما كاد يتسبب في خراب بيته وتشرد أبنائه، إلا أن الشرطة رفضت قبول الموضوع وأحالته إلى الشؤون الاجتماعية كونها متخصصة في مشكلات الأسر، واكتشفنا أن الزوج كان يعطف على المرأة ويقدم لها بعض الخدمات بداعي المساعدة، إلا أن ما تعانيه من فراغ عاطفي واضطراب نفسي دفعها إلى مضايقة الزوج. من جانبها، أكدت المستشارة الأسرية والأستاذة في جامعة المجمعة الدكتورة نورة الصويان، أن العنف ضد الرجل لا يعد ظاهرة وذلك ما تثبته الدراسات، ولكن هناك حالات من العنف ضد الرجل، وليس العنف فقط في الاعتداء الجسدي ولكن هناك محاولات من الزوجة يصفها المختصون بالعنف المعنوي الذي تمارسه ضد زوجها للتأثير على علاقته مع أبنائه عندما تصل حالة الزوجين إلى أقصاها من التوتر الذي يؤدي في أغلب الأحيان إلى الطلاق. فتجد أن المرأة بطبيعة قربها من الأولاد تعمل عمل المحرض ضد الأب مما يجعل الأولاد يبتعدون عن الأب وتحاول أن تجعله في عزلة تساهم في إصابته بالاكتئاب النفسي، وهذا في نظري من أكثر أنواع العنف الموجه للرجل. وأشارت الصويان إلى أن الحالات العنيفة التي نسمع بعض النساء يرتكبنها تأتي بسبب ضغوط الحياة العصرية وسرعة وتيرتها، أو أنها تعرضت إلى إهانة من آدم لم تستطع تحملها، ومن ثم تلجأ إلى استخدام العنف، مؤكدة أن ذلك ليس مبررا لمثل هذا التصرف، بل يفترض أن هناك وسائل وجهات يلجأ اليها المتضرر في مثل هذه الأمور لحلها ومعالجتها.