برّرت فتاة التسجيل الصوتي التي أثارت قصتها الإنسانية الرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية بعد سردها في برنامج "لست وحدك" على إذاعة جدة، اتجاهها للتمويه في المعلومات التي سردتها في المكالمة، برغبتها في عدم انكشاف هويتها أمام المجتمع لحساسية الحالة الإنسانية؛ مؤكدة أن أشقاءها في حاجةٍ ماسّة وأن الدليل على وضع الأسرة هو أن أغلبية أفرادها كانوا مشمولين بالضمان الاجتماعي. الشاعر المعروف نايف بن عرويل، الذي أكّد عزمه على ايصال تبرعه للفتاة، أوصل "سبق" بها، لنشر توضيحها، حيث قالت ل "سبق" في أول حديث إعلامي لها بعد المكالمة الشهيرة مع برنامج لست وحدك: "الضمان الاجتماعي قطع رزق إخواني، كان أهل الخير قد أعلنوا عن مساعدتهم لنا، ولكن تصريح مسؤولي الضمان الاجتماعي أفسد كل شيء.. موظفوه اتصلوا بنا من هواتفهم الخاصّة، ووعدونا بعد الزيارة بعدم الإفشاء عن معلوماتنا وفُوجئنا بخلاف ذلك". وأضافت بالقول "أين الضمان الاجتماعي عنّا، المكالمة والمداخلة كانت قبل ثلاثة أسابيع ولكنهم لم يتحركوا إلا بعد أن أثار الإعلام القضية". وسردت الفتاة ل "سبق" تفاصيل قصتها قائلة: "أولاً تمويه المعلومات هدفه عدم انكشاف هويتي وإخواني أمام المجتمع، ومكالمتي مع البرنامج جاءت بعلم إخواني العاطلين عن العمل والذين لا يتوافر لديهم أي مصدرٍ للدخل في المكالمة لم يُوجَّه لي سؤالٌ عمّا إذا كنت متزوجة أم لا؟ سردت قصة معاناة إخواني، هم ثلاثة ووالدتهم، والتي قامت بتربيتي وأنا صغيرة، تعاني انفصاماً في الشخصية وجميعهم يسكنون مع الجدة في منزلها، بمعنى أن مصيرهم مرتبطٌ بحياة الجَدَّة - اطال الله في عمرها -". وأكملت "والدتي تزوجت بعد وفاة والدي، قامت بتربيتي والدة إخواني والتي تعاني انفصاماً، لم أكمل الدراسة، شهادتي ابتدائية كما قلت، وإخواني لا يحملون مؤهلات وعاطلون عن العمل، أنا متزوجة بالفعل وشقيقتي متزوجة، والدليل على حاجة الأسرة أننا كنا مشمولات بمعاشات الضمان الاجتماعي، كما أن والدة إخواني تتسلم مبلغاً زهيداً من الضمان الاجتماعي لا يوفر لها ولإخواني ما يحتاجون إليه". وقالت "أنا وشقيقتي متزوجتان ولدينا رجال، ولكن إخواني معرّضون للتشرُّد، يسكنون مع الجَدَّة ووالدتهم مريضة، وعند تعرُّض الجَدَّة الطاعنة في السن للوفاة - لا سمح الله، لن يكون لهم مأوى". وأكّدت فتاة التسجيل الصوتي أن فريق الضمان الذي زار الأسرة أمس طلب منها المراجعة اليوم الثلاثاء، وستعمل على مراجعة المكتب اليوم". الفتاة تذمّرت من الإعلان عن وضع الأسرة، مؤكدة أن القصة بشكلٍ عام حقيقية، وسبق أن عاشتها بنفسها، ويعيشها إخوانها الآن، مجدّدة التأكيد على أنها لو لم تكن الأسرة في حاجة لما كان معظم أفرادها قد سجّلوا في الضمان الاجتماعي. واختتمت الفتاة حديثها معبرة عن أسفها بتراجع بعض المتبرعين، مبينة أنها بادرت وشرحت مسبّبات تمويهها بالمعلومات للمتبرعين والذين تفهم عددٌ منهم وضعها وأكدوا التزامهم بالتبرُّع". وكانت "سبق" قد تابعت القضية مع جميع الأطراف بداية بمقدم البرنامج الذي أكّد صحة الحالة وتحفظه بالمستندات، إضافة إلى الشاعر نايف بن عرويل، الذي تواصل مع الأسرة ومع المتبرعين وتسلّم وثائق تؤكّد وفاة والد الفتاة وغيرها من الوثائق ثم تصريح وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للضمان الاجتماعي، الأستاذ محمد العقلا، والذي أشار إلى أن فريقاً بحثياً زار الأسرة أمس، وتبيَّنت للفريق حقائق مخالفة لما ذُكر في التسجيل الصوتي منها أن الفتاة متزوجة وكلك شقيقتها ووالدتها وأن الأسرة تسكن في شقةٍ بعمارة يملكها أحد الإخوة - حسب تصريحه. يُشار إلى أن قصة الفتاة وشرحها معاناتها عبر تسجيل صوتي بالبرنامج أثارت عاطفة المجتمع وتفاعل الكثيرين، الذين عزموا على التبرُّع للفتاة بسكنٍ مؤثَّثٍ ومبالغ مالية وسيارة ووظيفة لشقيقها.