أكد الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والأفغاني حميد كرزاي أن "عملية سلام ومصالحة يقودها الأفغان هي الطريقة الأضمن لإنهاء العنف وضمان الاستقرار الدائم في أفغانستان والمنطقة"، وشددا على "أهمية تسريع الجهود، خاصة من قِبل دول المنطقة التي لها دور في دعم عملية السلام في أفغانستان". وذكر بيان مشترك صدر عن لقاء الرئيسين أمس الجمعة في البيت الأبيض أن أوباما وكرزاي قالا إنهما "يؤيدان إقامة مكتب في الدوحة لغرض المفاوضات بين مجلس السلام الأعلى والممثلين المفوضين من قِبل طالبان"، مضيفاً بأنهما وجّها دعوة إلى "المعارضة المسلحة للانضمام إلى العملية السياسية، بما في ذلك عن طريق اتخاذ الخطوات اللازمة لفتح مكتب طالبان".
وحث الرئيسان الأمريكي والأفغاني حكومة قطر على تسهيل هذه الجهود، وأكدا أنه "كجزء من نتائج أي عملية تفاوض يجب على طالبان وغيرها من الجماعات المعارضة المسلحة وضع حد للعنف، وقطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة، وقبول الدستور الأفغاني".
ووافق أوباما على أن تتسلّم القوات الأفغانية قيادة العمليات القتالية في البلاد في ربيع العام الجاري، ونقل المعتقلين الأفغان إلى السيادة والسيطرة الأفغانية.
وذكر البيان أن الرئيسين أكدا أن القوات الأفغانية "تخطت التوقعات الأولية"، وبدأت تقود معظم العمليات منذ يوليو 2012، وهي تقود الآن 80% من العمليات، على أن تتسلم القيادة الأمنية لنحو 90% من الشعب الأفغاني في فبراير بالتوازي مع المرحلة الرابعة من العملية الأمنية الانتقالية.
وأضاف البيان بأن "أوباما رحب برغبة الرئيس الأفغاني بتسلّم القوات الأفغانية قيادة العمليات القتالية في البلاد في ربيع العام الجاري"، مشيراً إلى أن هذا سيتزامن مع إعلان المرحلة الخامسة والأخيرة من الفترة الانتقالية، التي قد يبدأ تنفيذها في الصيف تبعاً للموافقة النهائية لحلف شمال الأطلسي والحكومة الأفغانية.
وكان الاتفاق السابق يقضي بأن تتسلم القوات الأفغانية قيادة العمليات القتالية في صيف 2013.
وقال البيان إنه في غضون ذلك فإن "معظم العمليات القتالية الأمريكية ستتوقف وتسحب القوات الأمريكية دورياتها من القرى الأفغانية".
وأضاف بأن الرئيسين أوباما وكرزاي تعهدا بإبرام اتفاق أمني ثنائي في أقرب وقت ممكن، مؤكدين أن هذا الاتفاق يصب في مصلحة البلدين، كما ناقشا إمكانية وجود أمريكي بعد العام 2014 يكون مستداماً، ويدعم قوات أمن وطنية أفغانية قادرة وفعالة، ويواصل الضغط على بقايا تنظيم القاعدة والحركات التابعة لها.
وأوضح البيان أن "مدى وطبيعة أي وجود أمريكي بعد العام 2014 وضمانات الحماية القانونية للقوات الأمريكية والتعاون الأمني بين البلدين ستتحدد في اتفاق أمني ثنائي.. وأكدت الولاياتالمتحدة مجدداً أنها لا تسعى لقواعد دائمة في أفغانستان".
وأعرب الرئيسان عن التزامهما "بوضع المعتقلين الأفغان تحت السيادة والسيطرة الأفغانية، مع ضمان أن يبقى المقاتلون الخطيرون بعيداً عن ساحة المعركة"، وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة ستواصل تقديم المساعدة لنظام الاعتقال الأفغاني.
وكرر أوباما التزام الولاياتالمتحدة بدعم الاستقرار في أفغانستان من خلال تعزيز المؤسسات الاقتصادية ودعم الإصلاحات الأفغانية لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
واتفق الزعيمان على أن "تقود مؤسسات أفغانية مستقلة الاستعدادات للانتخابات وتنفيذها، وذلك بالتشاور الوثيق مع أصحاب المصلحة الشرعية في العملية الديمقراطية"، وكرر الرئيس الأمريكي تأكيده أن دور الولاياتالمتحدة "ليس دعم أي مرشح معين ولكن دعم عملية انتخابية عادلة وشاملة".
وأكد الجانبان بحسب البيان مواصلة تطوير الشراكة بين الولاياتالمتحدةوأفغانستان، وقالا إن بلديهما يتطلعان إلى توسيع التعاون تحت رعاية اللجنة الثنائية الأمريكية - الأفغانية حتى عام 2014 وما بعده.