قال مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أميركيون كبار ان الملا عبد الغني برادار، وهو أحد أهم قادة حركة "طالبان" الأفغانية المعتقل في باكستان، يزود الأميركيين بمعلومات مهمة عن العمل الداخلي للحركة ونظرتها المحورية إلى الولاياتالمتحدة التي تتطلع لإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب الأفغانية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المسؤولين الأميركيين قولهم انهم باتوا يتصلون منذ عدة أسابيع بشكل دائم ومباشر بالملا برادار، وهو الرجل الثاني في "طالبان" الذي اعتقل خارج كراتشيالباكستانية في كانون الثاني/يناير الماضي خلال عملية مشتركة بين الاستخبارات الأميركية والباكستانية، بعدما كان معتقلوه الباكستانيون يحدون وصول المحققين الأميركيين إليه. وأضاف المسؤولون ان برادار لا يكشف تفاصيل عن العمليات القتالية للحركة، وهي أمور يرغب القادة العسكريون الأميركيون بشدة معرفتها فيما تجري الاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية حول مدينة قندهار، لكنه زود المحققين الأميركيين بما يساعدهم على فهم أكبر للإستراتيجية التي يطورها القائد الأعلى لطالبان الملا محمد عمر لإجراء مفاوضات مع حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. وأكد المسؤولون ان الملا برادار يصف بالتفصيل كيف يتواصل مجلس قيادة طالبان الأفغانية ومقره باكستان، وكيف يتكيف كبار المسؤولين ليستحقوا الدخول إلى القيادة الأوسع للمنظمة. وأشار المسؤولون الكبار إلى ان الملا برادار يوفر فهماً أكثر تفصيلاً ما دفع الملا عمر إلى إصدار نظام سلوك جديد للمسلحين يوجه المقاتلين لتفادي وقوع خسائر مدنية. وأكد مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب ان الملا برادار "يزودنا بمعلومات مفيدة جداً وإنما غير حاسمة". وحصلت الصحيفة على معلوماتها من 4 مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين واستخباراتيين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم ليسوا مخولين الحديث عن استجواب استخباراتي حساس كهذا. في ذات الاطار يزور الرئيس الافغاني حامد كرزاي واشنطن الاسبوع المقبل لكنه قد لا يجد الترحيب الذي لقيه في الماضي عندما كان يوصف في الكونغرس الامريكي بأنه بطل. ويقول بعض أعضاء الكونغرس الامريكي إن كرزاي الذي أثارت تصرفاته في الاونة الاخيرة غضب الحزبين الديمقراطي والجمهوري أصبح عليه توضيح بعض الامور إذا أراد أن يعتبره الكونغرس حليفا يتمتع بالمصداقية وتستحق حكومته التكلفة المستمرة للحرب في أفغانستان. وطلب الرئيس الامريكي باراك أوباما من الكونغرس الموافقة على مبلغ 33 مليار دولار إضافي للمساعدة في تمويل قوات أمريكية إضافية قوامها 30 ألف جندي هذا العام و4.5 مليارات دولار في شكل مساعدات أجنبية وعمليات مدنية تديرها وزارة الخارجية الامريكية. وقالت نيتا لوي عضو مجلس النواب والتي تنتمي للحزب الديمقراطي "أمامه (كرزاي) مهمة كبيرة لاقناع الكونغرس بأن لديه القدرة والالتزام ليكون شريكا ملتزما يمكن الاعتماد عليه في جهودنا لهزيمة القاعدة وطالبان." وكان أعضاء الكونغرس قد احتفوا بكرزاي في 2004 عندما كان رئيسا انتقاليا لافغانستان وألقى كلمة أمام اجتماع مشترك للكونغرس تحدث فيها عن بناء أفغانستان جديدة. ولا يحظى سوى القليل من الاجانب بشرف إلقاء كلمة أمام الكونغرس. لكن كرزاي أثار غضب واشنطن في الاونة الاخيرة باتهامه دولا ومسؤولين غربيين بالتدخل لتزوير الانتخابات في بلاده وذلك في تصريحات وصفها البيت الابيض بأنها مزعجة وغير صحيحة. كما استقبل كرزاي في كابول الرئيس الايرني أحمدي نجاد وهو ليس من أصدقاء واشنطن. وحاولت إدارة أوباما وكرزاي تلطيف الاجواء بينهما بسبب النزاع لكن الرئيس الافغاني الذي يصل واشنطن يوم الاثنين والذي سيلتقي أوباما يمكن أن يتوقع استجوابا عنيفا من أعضاء الكونغرس. ويأمل مسؤولو الادارة الامريكية أن يكون أداء كرزاي كافيا لاقناع أعضاء الكونغرس بضرورة الموافقة على الاموال الاضافية التي يريدها أوباما من أجل الحرب في أفغانستان. وصرح السناتور الديمقراطي روبرت منينديز بأنه سيتم الضغط على كرزاي بشأن مزاعمه حول انتخابات الرئاسة في أفغانستان العام الماضي. وقالت السناتور سوزان كولينز التي تنتمي إلى الحزب الجمهوري إن كرزاي يجب أن يقدم خطة واضحة للتعامل مع الفساد.