نفت حركة طالبان الخميس اجراء حوار مع الحكومة الافغانية يمهد لمفاوضات سلام، الى جانب الاتصالات الاولية التي تجريها الحركة مع الولاياتالمتحدة. وخلافا لتصريحات ادلى بها الرئيس الافغاني حامد كرزاي، نفى ذبيح الله مجاهد احد المتحدثين باسم الحركة عبر صوت الجهاد احد مواقعهم على شبكة الانترنت، ان تكون طالبان اجرت أية محادثات مع حكومة كرزاي. وكانت حركة طالبان أعلنت الشهر الماضي انها تعتزم انشاء مكتب سياسي في قطر قبل اجراء محادثات رسمية محتملة مع الولاياتالمتحدة، بينما ذكر مسؤولون افغان وامريكيون ان محادثات استكشافية تجري حاليا. وفي نفيه لتصريحات الحكومة الافغانية، قال مجاهد انه لم يتم اتخاذ اي قرار بعد لاجراء محادثات مع ادارة كابول التي وصفها بانها حكومة "دمية". وأكد الرئيس الأفغاني في مقابلة نشرتها الخميس صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية انه يتم اشراك الحكومة الافغانية في المحادثات الاستكشافية بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان التي تهدف الى بدء مفاوضات سلام. واعربت كابول عن خشيتها من التهميش فيما يدرس مسؤولون امريكيون اجراء مفاوضات مع حركة طالبان التي قالت بدورها انه ليست لديها اية نية للتحدث مع حكومة كرزاي المدعومة من الولاياتالمتحدة. الا ان كرزاي قال في المقابلة ان الحكومة الافغانية مشاركة في الحوار وان معظم عناصر طالبان مهتمون "بكل تأكيد" في التوصل الى اتفاق سلام مع خروج القوات الاجنبية من البلاد. وقال كرزاي "جرت اتصالات بين الحكومة الامريكية وطالبان، وجرت اتصالات بين الحكومة الافغانية، وطالبان وجرت اتصالات بين الجميع بما في ذلك طالبان". الا ان ذبيح الله قال "اذا كان احد قد اجرى محادثات مع حكومة كرزاي بوصفه ممثلا عن الامارة الاسلامية، فهو محتال". والامارة الاسلامية هو الاسم السابق لافغانستان عندما كانت تحت حكم طالبان الذي امتد من 1996 وحتى اواخر 2001 عندما اطاحها تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة. واضاف المتحدث "لقد حصلت حالات مثل هذه من قبل، ومن الممكن ان شخصا خدع هذه الادارة مرة اخرى". وفي عام 2010 التقى رجل يدعى اخطار محمد منصور ثلاث مرات مع مسؤولين افغان ومن الحلف الاطلسي بعد ان ادعى انه مسؤول بارز في طالبان، وتلقى مبالغ مالية قبل ان يتم اكتشاف انه محتال. ولم يتطرق كرزاي في المقابلة لاي مشاركة باكستانية في الحوار مع طالبان، الا انه قال ان تعاون البلد المجاورة لافغانستان "سيجعل الامر باكمله اسهل بالنسبة لنا وبالنسبة لطالبان والولاياتالمتحدة". وفي خطوة لبناء الثقة، أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما اجراء محادثات اولية مع طالبان بشأن امكانية نقل خمسة من المعتقلين في جوانتانامو الى قطر، وامكانية وقف لاطلاق النار مع طالبان في بعض المناطق. وتأتي هذه المحادثات الاولية يما تستعد الولاياتالمتحدة وحلفائها لسحب قواتهم القتالية من افغانستان وتسليم كامل السيطرة الامنية للقوت الافعانية بنهاية 2014. وتصف طالبان حكومة كرزاي بأنها "حكومة دمية" تعيش على دعم القوات والاموال الاجنبية. وفي المقابلة قال كرزاي ان طالبان قد تقبل حتى باتفاق سلام يسمح بتواجد طويل الامد للقوات الامريكية. واضاف "يوجد العديدون في طالبان من أبناء هذا التراب الذين لا يريدون لهذا البلد وهذا الشعب ان يعاني". من ناحية ثانية وفي إسلام أباد دعا الرئيس الأفغاني باكستان أمس الجمعة إلى استئناف نقل إمدادات حلف شمال الأطلسي (ناتو) عبر أراضيها باعتبار أن ذلك يصب في صالح كابول وإسلام أباد. وكانت باكستان أعلنت وقف عبور إمدادات الحلف في منطقة خيبر على الحدود مع أفغانستان بعد مقتل 26 من جنودها وإصابة 24 آخرين في قصف لمروحيات تابعة للحلف في نوفمبر الماضي. وقال الرئيس في تصريحات لوسائل إعلام باكستانية صباح الجمعة إنه يتعين على اسلام اباد أن تلعب دورا بارزا في المحادثات مع حركة طالبان.