سترسل الولاياتالمتحدة دبابات قتالية إلى أفغانستان للمرة الاولى منذ أن شنت الحرب على حركة طالبان قبل تسع سنوات كما قالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية أمس. ونقلت الصحيفة عن ضباط أمريكيين ومسؤولي دفاع لم تذكر أسماءهم قولهم إن الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان وافق الشهر الماضي على نشر الدبابات. وقالت "نشر مجموعة دبابات طراز إم 1 ابرامز في ميدان القتال مع قوات مشاة البحرية في جنوب غرب البلاد سيسمح للقوات البرية باستهداف المتمردين من مسافة أبعد وبقوة أكبر من أي عربة عسكرية تابعة للجيش." وتشمل الدفعة الاولى من الدبابات 16 دبابة ستستخدم في مناطق من إقليم هلمند حيث يشتد القتال بين قوات مشاة البحرية الامريكية ومسلحي حركة طالبان، وقالت واشنطن بوست إن قوات كندية ودنمركية استخدمت عددا صغيرا من الدبابات في جنوبأفغانستان. من جتها قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن هدف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لتسلم قواته مسؤولية الامن في أفغانستان من حلف شمال الاطلسي بحلول نهاية عام 2014 هو مجرد "مطمح" وقد لا يكون ممكنا تحقيقه في كل أنحاء البلاد. ويتوقع أن يصبح هذا الهدف في مقدمة جدول أعمال قمة لحلف شمال الاطلسي تعقد في لشبونة اليوم الجمعة يناقش فيها زعماء من بينهم الرئيس الامريكي باراك أوباما خطط الانسحاب النهائي لقواتهم من حرب أفغانستان التي لا تحظى بشعبية في بلادهم. وأعلن كرزاي أنه يريد أن يتسلم الجيش والشرطة في بلاده المسؤولية بحلول عام 2014 وهو هدف وصفه وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأنه واقعي. وقال جيف موريل المتحدث الصحفي للبنتاجون للصحفيين الخميس "أؤكد على أن...الهدف هو بحلول نهاية عام 2014 أي فعليا في عام 2015، "وعلى الرغم من أن الامل والهدف هو ان تتولى قوات الامن الافغانية القيادة في معظم أنحاء البلاد بحلول هذا العام فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم سيتولون القيادة في كل أنحاء البلاد." وكان مارك سدويل أكبر ممثل مدني لحلف شمال الاطلسي في أفغانستان قد صرح في وقت سابق من هذا الاسبوع بأن عملية نقل المسؤولية قد تمتد إلى عام 2015 أو ما بعده وأن البلاد قد تشهد "مستويات عنف تفطر القلب" بعد أن تنهي القوات الاجنبية أدوارها القتالية في أفغانستان. ورأى محللون في تصريحات الحلف محاولة لتخفيف الجدول الزمني مع الالتزام برسالة أكثر جاذبية تفيد بأن القوات الامريكية وقوات الحلف تستعد لخروج نهائي من أفغانستان بعد حرب استمرت أكثر من تسع سنوات. وبلغ العنف في أفغانستان أشده منذ الاطاحة بحكم حركة طالبان في أواخر 2001 حيث وصلت أعداد الخسائر في كل قطاعات الصراع إلى مستويات قياسية كما امتد التمرد الى الاجزاء الشمالية والغربية التي كانت تتمتع بالهدوء في السابق. وقالت طالبان التي يرى بعض المحللين أنها اكتسبت جرأة بسبب الاعلان عن تاريخ نهائي لسحب القوات الاجنبية من أفغانستان إنها عازمة على المضي في تصعيد هجماتها العسكرية. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان عبر الهاتف من مكان غير معلوم "في الاساس لا نتوقع أن تغادر (القوات الاجنبية) دون أن تتعرض لضغط، "يجب أن يتعلموا من تاريخنا لكن يبدو أن ذلك لا يحدث. وبغض النظر عن الاستراتيجية أو الجدول الزمني الذي سيتبنونه فإنه لن يؤثر على الضغط الذي نمارسه." ولم يعلق كرزاي بشكل مباشر على التصريحات الاخيرة لسدويل. وكان اختلف مع قيادة حلف شمال الاطلسي بسبب انتقاده في الاونة الاخيرة لحجم عمليات القوات الاجنبية، وقال متحدث باسم الرئيس الافغاني إن كرزاي يتوقع أن تركز قمة الحلف على نقل المسؤولية وأن تؤكد على الحاجة لأن تلعب القوات الافغانية دورا أكبر في العمليات. في حين اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن أمس قبل قمة لشبونة ان انسحابا للقوات الاجنبية من افغانستان بحلول نهاية 2014 "واقعي" مؤكدا ان "الحلفاء مستعدون للحفاظ على التزامهم الوقت اللازم".