حذّر سماحة مفتي عام المملكة, رئيس هيئة كبار العلماء, ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، في خطبة الجمعة اليوم، بجامع الإمام تركي بن عبد الله بمنطقة قصر الحكم بالرياض، من التستر على المجرمين أو إيوائهم أو مَن يحاولون الإخلال بالأمن أو تنظيم الاغتيالات، فإن هذا لا يجوز ويعد خيانة وإعانة لأعداء الإسلام؛ مطالباً بإبلاغ الجهات المختصّة عن هؤلاء لدرء أخطارهم, ومنع وقوع الجرائم, كما حذّر سماحته من الاتصال بالفضائيات المشبوهة التي تشوّه صورة الإسلام والمسلمين وتدعو للفتن وتنشر الفوضى, مؤكداً ضرورة تكاتف الجميع مع القادة وولاة الأمر؛ للحفاظ على الامن والاستقرار, وقال: على المؤمن أن يكون عوناً للحفاظ على الأمن, أمن وطنه وأمته, ومحافظاً على دينه وعقيدته, وواقفاً ضد العابثين والمخربين والمجرمين الذين يحاولون النيل من الأمن أو المساس بالاستقرار. وخصّص المفتي العام خطبته عن "كتمان السر" وقال: إنه من الأخلاق الحميدة, وإن إفشاء الأسرار فيه خطرٌ عظيمٌ وكبيرٌ على المسلمين, وإن هناك من الأسرار التي يجب على المسلم الاحتفاظ بها لنفسه، مثل أعمال الخير والصدقات وأداء النوافل التي يؤديها ولا يحب أحداً يطلع عليها إلا الله. وحذّر المفتي العام من المجاهرة بالمعاصي أو إفشائها, مؤكداً أن مَن يجاهرون بالمعاصي ويحدثون بها على الملأ لا يخافون الله ولديهم قلة إيمان وقلة حياء ولا يخشون الله, وإن المعصية تحكمت فيهم, كما طالب الزوجين بالحفاظ على الأسرار التي بينهما وعدم البوح بها, وأيضاً عدم التحدث بالرؤى غير المحبوبة التي يراها الشخص, ولا يجب إخبار أحد بها.. أما الرؤى الطيبة الحميدة فيجب التحدث بها, كما يجب عدم التحدث بأسرار المهن التي فيها مصالح المسلمين, وعلى الأطباء الحفاظ على أسرار مرضاهم, وأيضا المفتي إذا استفتى عن مسألة خاصة فلا يجوز الإعلان عنها لآخرين أو التحدث بها لغير أصحاب الشأن بها , وأيضاً على القاضي والمستشار الحفاظ على أسرار المدعين أو المتخاصمين .
وأكد المفتي العام أن أسرار المسلمين وخصوصاً في القضايا الأمنية والأسرار العسكرية لا يجوز إفشاؤها أو التحدث بها؛ لأن في إفشائها أو إذاعتها ضرراً على الوطن والمواطن, وطالب المفتي العام بالإخلاص لله وطلب رضوانه والبُعد عن الرياء، والتقرُّب إلى الله بالنوافل وإخفاء الأعمال الصالحة ابتغاء وجه الله.