اشتكى مواطن من تحفظ رجل أمن يعمل بإدارة مرور النماص -تحتفظ "سبق" باسمه- على هويته بعد وقوع حادث مروري في أول شهر شوال الماضي، حيث لم يتسلم المواطن هويته الوطنية إلا بعد ظهر أمس الاثنين، أي بعد مرور شهر كامل على رهنها لديه، وذلك بالمخالفة للتعليمات الصادرة من وزارة الداخلية، التي تمنع رهن الهوية الوطنية مهما كانت الأسباب. وذكر المواطن فهد العمري أنه كان يقود سيارة مستأجرة لأحد أقربائه عندما وقع له حادث مروري، لم تنتج عنه أي إصابات أو أضرار سوى الأضرار التي لحقت بالسيارة التي كان يقودها. وأضاف العمري أن رجل المرور حضر لمباشرة الحادثة، وطلب هويته الوطنية وإحضار كفيل لحين حضور مندوب الشركة التابعة لها السيارة المستأجرة، وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بالحادث! وأكد العمري أن محاولة الاتصال بمندوب الشركة ليلة العيد والثلاثة أيام التي أعقبتها، باءت بالفشل، وصادف ذلك نهاية إجازته، وبات عليه السفر من النماص إلى جدة لمباشرة عمله، مضيفاً أنه طلب من رجل المرور قبل سفره إلى جدة تسليمه الهوية الوطنية؛ نظراً لمخالفة ذلك للتعليمات، ولكنه رفض تسليمه هويته إلا بعد حضور مندوب الشركة. وحضر المندوب بعد بداية الدوام الرسمي عقب إجازة العيد، وأنهى الإجراءات، وسحب السيارة المتضررة إلى جدة لإنهاء باقي الإجراءات قرب مقر الشركة التابعة لها السيارة. وأكد العمري أنه حاول خلال الأيام الماضية إقناع رجل المرور بتسليمه هويته ليتمكن من الاقتراض لإصلاح السيارة المستأجرة، حيث رفض البنك إقراضه إلا بعد إحضاره أصل الهوية، لكن رجل المرور لم يزل مصراً على عدم تسليمه للهوية إلا بعد إحضار كفيل آخر رغم وجود كفيل سابق لديه. وأوضح المواطن أن وقوع الحادث ليلة العيد حال دون مقابلته لرئيس شعبة مرور النماص لتقديم شكواه إليه، حيث انتهت إجازته الرسمية، وعاد إلى عمله في محافظة جدة. وأبدى فهد العمري استغرابه من مخالفة رجل الأمن للتعليمات الأمنية في وقت كان يجب أن يكون قدوة حسنة في التقيد بالتعليمات الصادرة من الوزارة التي يعمل فيها. وطالب العمري بفتح التحقيق في الواقعة، ومحاسبة رجل المرور على مخالفته للتعليمات، وإلحاق الضرر به، حيث كبده السفر من جدة إلى النماص مرة أخرى لإحضار كفيل آخر، فيما كان بالإمكان الاكتفاء بالكفالة أو صورة من البطاقة، لكنه رفض التصرف قبل حضور مندوب الشركة، وطالب بالتحقيق مثبتاً تضرره واحتياجه للبطاقة، خاصة أنه يسكن في مدينة جدة. "سبق" طرحت القضية على المتحدث الإعلامي للإدارة العامة للمرور بمنطقة عسير، المقدم محمد الشهراني، وأفاد أن "ما قام به رجل المرور حينما رهن هوية المواطن لديه يعد مخالفة لتعليمات وزارة الداخلية القاضية بمنع رهن الهوية الوطنية، وكان يجب عليه اتخاذ الخطوات المتبعة في مثل هذه الواقعة". ودعا المقدم الشهراني المواطن إلى التقدم بشكوى لرئيس شعبة مرور النماص، حتى تأخذ القضية مسارها الرسمي، مضيفاً أنه كان يجب على المواطن تقديم شكواه لرئيس الشعبة منذ أن رهن رجل المرور الهوية، وعدم الانتظار طوال المدة التي تجاوزت ثلاثة أسابيع.