أكد الدكتور محمد الهرفي الأكاديمي بجامعة الإمام محمد بن سعود أن لدينا في المملكة الآن ما يشبه الثورة على واقعنا في الساحة الثقافية وهي ليست بالضرورة جيدة في كل الأحيان وليست سيئة في كل الأحيان، فقد عشنا سنوات طويلة على نمط معين من الحياة، والآن المجتمع بدأ يشعر بأن هناك تغيرات. يأتي ذلك في ظل انعقاد جلسات الحوار الوطني في الهفوف، حيث يشهد الحوار خمس جلسات سوف يتم فيها مناقشة عدد من المحاور هي: "المشهد الراهن للخطاب الثقافي السعودي وتوجهاته الحالية"، و"المؤسسات الثقافية وتأثيرها في الخطاب الثقافي من الجوانب الدينية والتربوية والإعلامية"، وقضايا الخطاب الثقافي السعودي مثل: (الخصوصية المواطنة الهوية)"، و"استشراف مستقبل الخطاب الثقافي السعودي". فيما يشارك في الحوار 62 مثقفا ًومثقفة سيتحدثون عن المشهد الثقافي السعودي الراهن. وأكد الدكتور الهرفي الذي سيشارك في الحوار ل "سبق" أهمية الحديث عن المشهد الثقافي السعودي، وقال "أعتقد أن العنوان جيدا، والقضية في غاية الأهمية، والثقافة هي التي تصنع السياسة والاقتصاد وواقع المجتمع، فكلما كانت ثقافة المجتمع جيدة كلما كان المجتمع جيد، كما أنها تصنع الإنسان". من جهته، قال الدكتور الإعلامي عبدالعزيز قاسم أحد المشاركين في الحوار ل"سبق" أن مركز الحوار الوطني أجاد في اختيار هذا الموضوع، بالرغم من أن فكرة انعقاده سبق كثيرا ما شهدته الساحة السعودية مؤخرا – في جزئها الشرعي – من سجال عريض حول الاختلاط، مشيرا إلى تأثير ما صدر من فتاوى على المشهد الثقافي، خاصة مع ترحيب كثير من كتاب الصحف لهذه الفتاوى، واستنكار وهجوم كتاب الإنترنت من جهة أخرى. فيما تسأل الدكتور الهرفي عن أهلية المجتمعين لمناقشة هذه القضايا، وقال إن "اجتماع فئة من الناس تتدارس الواقع أمر جيد، لكن من الذي يدرس، هل الذين اجتمعوا مؤهلين لدراسة مثل هذه القضية الكبيرة أو أنهم ليسوا مؤهلين؟ وحينما نجتمع ونعرف ماذا يقال سنعرف؟". ويلاحظ عدد من المراقبين التنوع الكبير بين أطياف المشاركين في الحوار الوطني بالهفوف ,حيث تحدث الهرفي عن إقصاء البعض، ويقول أن "إقصاءهم قد يزيدهم تشددا، فالحوار الوطني يجب أن يستقبل كل أطياف المجتمع وأن يمثلون فيه". وعن أطياف المجتمعين قال الهرفي "أنهم من أطياف مختلفة، ومن الممكن أن نقسمهم إلى قسمين معتدلين إسلاميين وهناك مغالين من الناحية الغير إسلامية ونحكم عليهم من خلال ما نقرأه لهم، فالتيار الذي يوصف بالمتشدد أحيانا غير ممثل وموجود بين المثقفين، ويوجد إسلاميين منفتحين وهناك من يصنف أنه ليبرالي معتدل وهناك الليبرالية المغالية، ونلاحظ إقصاء واضح للتيار الذي يوصف بأنه إسلامي متشدد، ويفترض في الحوار الوطني أن يضم كل أطياف المجتمع وتناقش جميع الآراء، لأن إقصاء أي طرف حتى لو كان متطرفا قد يجعله يتطرف زيادة نتيجة إقصاءه ".