تفرد الإسلام بإبراز منزلة العلم والمعلمين في كثير من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة،حيث قال الله تعالى: «إنما يخشى الله من عباده العلماء» (فاطر: 28). ووصف النبي عليه السلام العلماء بأنهم ورثة الأنبياء، وبأن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها والحوت ليصلون على معلم الناس الخير. ويحظى المعلم بمكانة مرموقة في المجتمعات المتحضرة، وبمزايا معنوية ومادية كبيرة. وهي منزلة لم تأت من فراغ، بل نتيجة لدوره المهم والمؤثر، وعلاقة عمله بكل فرد في الأسرة، وما يقوم به من جهود لتربية وتعليم الناشئة، وإعدادهم لخدمة المجتمع وإعمار الأرض. وتشير المصادر إلى أن اليابان تمنح المعلمين والأساتذة في المدارس والجامعات حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير، ويعد عمله واجبا مقدسا. وتحرص الأسرة اليابانية أشد الحرص على أن تبث في نفوس أفرادها احترام المعلم وتبجيله. وفي الصين ينظر إلى مهنة المعلم باعتبارها من أكثر المهن احتراما، وكثير من الأمثال والحكم المتداولة تعظم من شأنه، ومنها على سبيل المثال: من كان لي معلما يوما، غدا لي صديقا دوما. أما في كوريا الجنوبية؛ فمكانة المعلمين والأساتذة كالوالدين والملوك، تتميز بالاحترام والتقدير من قبل الطلاب والأهالي. وهذا الاحترام المتبادل نتاج إخلاصهم وتضحيتهم تجاه طلابهم. وفي يوم المعلم يجتمع الطلبة لغسل أقدام معلميهم تعبيرا عن تقديرهم وامتنانهم! ويحصل المعلمون والأساتذة في سنغافورة وفنلندا على تقدير عال من المجتمع أفرادا ومؤسسات، ويحظون بامتيازات معنوية ومالية لا نظير لها، وهو ما أسهم في تحقيق طلاب وطالبات هذين البلدين أفضل النتائج في اختبارات القياس الدولية بين أقرانهم من مختلف دول العالم. ومن هذا المنطلق؛ فإن معلمينا في المدارس، وأساتذتنا في الجامعات يتوقعون من طلابهم ومجتمعهم تقدير جهودهم المخلصة، واحترام ذواتهم، ومنحهم ما يستحقون من امتيازات في الرواتب، والتأمين الصحي، وبدل السكن، توازي ما يبذلونه من جهود خلال العام الدراسي، وتحفيزهم لأداء الأمانة المناطة بهم، وترسيخ انتمائهم لرسالة التعليم السامية. * كلمة أخيرة: قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا. حكمة حفظناها ورددناها كثيرا في الصغر، ولم ندرك أهميتها إلا في الكبر!. * جامعة الملك سعود - كلية التربية [email protected]