عقد في رحاب جامعة الملك سعود خلال الأسبوع الحالي اللقاء السنوي السادس عشر للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن)، الذي تركزت محاوره على الاعتماد المدرسي. كما ناقشت الندوات وورش العمل المصاحبة للقاء وسائل نشر ثقافة الاعتماد المدرسي، واستعراض نماذج وتجارب محلية وعالمية في هذا المجال، إضافة لمناقشة أساليب تأهيل المدارس لتحقيق متطلبات الاعتماد المدرسي ومعاييره. وعلى الرغم من أهمية الاعتماد المدرسي لتطوير أداء الإدارة المدرسية، وتحفيز مؤسسات التعليم العام للتنافسية وتوفير أفضل متطلبات الاعتماد المدرسي، وتحقيق أعلى معاييره المحلية والعالمية؛ إلا أن الدور الرئيس للنجاح في ذلك يقع على عاتق المعلمين والمعلمات الذين يعدون محور العملية التربوية والتعليمية، كونهم مسؤولين عن تنشئة أبناء الوطن مسؤولية مباشرة، قد تفوق مسؤولية الأسرة في بعض الأحيان، فضلا عن امتداد تأثيرهم على طلبتهم مدى الحياة، وانعكاس ما يكتسبونه من معارف وخبرات ومهارات على مختلف مؤسسات المجتمع وأنشطته وإنجازاته. إن الأوضاع غير المشجعة التي يمر بها التعليم العام في الآونة الأخيرة مقارنة بما يصرف عليه من ميزانيات طائلة، وما يعلن عنه من برامج ومشاريع طموحة، تتطلب تضافر جهود المجتمع أفرادا ومؤسسات لزيادة الدعم المادي والمعنوي للمعلمين والمعلمات، والعمل على تذليل الصعوبات التي يواجهونها، وخاصة العاملين في المدارس النائية ممن يعرضون أنفسهم لمخاطر الطريق في سبيل أداء مهامهم، ناهيك عن سن أنظمة ولوائح فعالة تسهم في إعادة هيبة المعلمين والمعلمات، واستعادتهم لمكانتهم التي افتقدها كثير منهم نتيجة لتهاونهم أحيانا، ولقصور العقوبات على المخالفين أحيانا أخرى! وهذا من شأنه أن يسهم في تجويد أداء المعلمين والمعلمات، ويزيد من انتمائهم للتعليم كرسالة سامية وليس وظيفة كسائر الوظائف، وأن يغير نظرة بعضهم تجاه التدريس بأنه لمجرد الحصول على الراتب آخر كل شهر،دون مردود تربوي وتعليمي على الطلاب! .. كلمة أخيرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير» . (الترمذي). [email protected]