أثبتت دراسة أكاديمية تبنتها جامعة الملك خالد في أبها ممثلة في كرسي الملك خالد للبحث العلمي عن (الحوادث المرورية في منطقة عسير)، أن الحوادث تزداد بشكل سنوي، فيما تتضاعف الخسائر البشرية والمادية الناتجة عنها بشكل مطرد. وأبرزت الدراسة أن مجموع الحوادث في عام 1432 في عسير وحدها بلغت 30530 حادثة، راح ضحيتها 614 شخصا، مشيرة إلى أن نسبة السعوديين الذين ارتكبوا هذه الحوادث بلغت 87.2% فيما بلغت نسبة غير السعوديين 12.7%. وكانت الدراسة التي قام بها الباحثان الدكتور حسن الشوكاني والدكتور سيد حجاب الله السيد عبدالله والصادرة حديثا عن كرسي الملك خالد للبحث العلمي، اعتمدت على عينة مختلفة في الدراسة حسب المؤهل العلمي، حيث شملت الدراسة عينات مختلفة في التعليم والتأهيل. وأرجعت الدراسة أسباب الحوادث المرورية إلى قيادة صغار السن لبعض المركبات، وذلك لارتفاع مستوى دخل الأسرة وزيادة الحاجة للتنقل لجميع الأفراد، وعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة، وضعف خدمة النقل العام، لذلك اضطرت الكثير من الأسر إلى السائق الأجنبي وقيادة صغار السن لمساعدة رب الأسرة في حل آخر. وجاء سوء تنفيذ الطرق في المرتبة الثانية في أسباب الحوادث، إضافة إلى استخدام الهاتف الجوال، والتجاوز الخاطئ أثناء السير، وعدم وجود إشارات ضوئية أو علامات تحذيرية على الطريق، وانشغال السائق بما يصرفه عن التركيز على القيادة، وتجاوز السرعة القانونية، وقلة الالتزام بتفقد المركبة قبل قيادتها، وضيق الطريق المتاح لسير المركبات، وعدم التزام المشاة بأنظمة المرور، وعدم صلاحية إطارات السيارات، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية المتمثلة في المطر والضباب والعواصف الترابية، وبعض الضغوط النفسية والمالية، وشعور السائق بالتعب والأرق أثناء القيادة. كما أثبتت الدراسة أن الحوادث المرورية تُحدث آثارا اجتماعية كالإعاقة والعجز التام وانحراف الأبناء بسبب وفاة أحد الأبوين نتيجة حادثة أو اضطرار الأسرة إلى عمل أحد الأبناء أو الإصابات العضوية الجسيمة المستديمة أو انخفاض دخل الأسرة وعدم القدرة على العمل والمعاناة النفسية، إضافة إلى حرمان المجتمع من بعض الكفاءات الواعدة. واقترحت الدراسة بعض الآليات للحد من الحوادث، منها: تقديم البرامج الإعلامية التوعوية للسلامة المرورية عبر وسائل الإعلام، وتوفير مراكز متقاربة للإسعاف والهلال الأحمر السعودي على الطرق الرئيسية، والعمل على نشر ثقافة السلامة المرورية بين أبناء المجتمع، كما اقترحت الدراسة أهمية الحزم في تطبيق النظام والعقوبات ضد المخالفين للأنظمة المرورية، وتعليم وتدريب الأبناء في المدارس على قواعد السلامة المرورية، ووضع علامات تحذيرية وإرشادية على المواضع الخطرة في الطريق داخل المدينة، كما أوصت الدراسة بأهمية سحب رخصة القيادة وعدم السماح بقيادة المركبة لمن تتكرر منه الحوادث المرورية، إضافة إلى أهمية إلزام قائد المركبة ببرنامج تدريبي على فنون القيادة السليمة، والعناية بتناول قضايا السلامة عبر منابر الجمعة من منظور شرعي.