قبل ثلاث سنوات وقعت حادثة مؤلمة ومروعة في مدينة جدة تجاوز عدد المصابين فيها خمسة أشخاص، في وقت تأخر وصول سيارات الإسعاف في الوقت المحدد بسبب كم المصابين، وبعد وصولها لم تستطع مباشرة كل الإصابات، ما تسبب في تعطيل الحركة المرورية لفترة طويلة. هذا المشهد الذي تابعه أسامة الفلالي على أرض الواقع فجر داخله الرغبة في البحث عن حل سريع لإشكالية إسعاف المصابين في الحوادث المرورية، فنبعت فكرة الحافلة الإسعافية الذكية المجهزة تقنيا على أعلى مستوى ويمكنها أن تنقل ستة مصابين في وقت واحد، وقال ل«عكاظ»: «بدأت بالبحث عن إمكانية التطبيق في أكثر من دولة ثم تمكنت من الحصول على مبتغاي حيث قمت بشراء حافلة ثم جهزتها تقنياً». لكن فلالي بعدما أنهى تنفيذ فكرته بات همه الأكبر كيفية الحصول على تصريح وموافقة للاستفادة من المشروع في موسم حج هذا العام، «وبالفعل تمكنت من الحصول على جميع التراخيص اللازمة للحافلة لترى النور وتعمل حاليا للمرة الأولى في المشاعر المقدسة، حيث تتمركز عند الجمرات وعند جسر المشاة». وفيما أشاد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بفكرة الفلالي التي تجسدت لمشروع وقف خيري لحجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة، أكد الفلالي خلال لقائه به أنه قدم هذا المشروع من منطلق المسؤولية الاجتماعية ووقف للحجاج والمعتمرين، «دولتنا قدمت لنا الكثير من الخدمات وليست خسارة في خدمة مجتمعي». وبين أن الحافلة ستعمل بين مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة وفي المشاعر المقدسة خلال فترة الحج، وتساعد في إسعاف الحجاج وخصوصا إصابات ضربات الشمس ويمكن الاستفادة من الفكرة لتجهيز حافلات للمشاركة في حوادث المعلمات على الطرق في القرى.