هدمت صحيفة «نيويورك تايمز» بأياديها جدار المصداقية التي حشدت لها احتراماً لدى السعوديين، بدعوى المهنية، ونشر آراء مرفقة بردود من تنتقدهم تلك الآراء. فقد أعلنت في يناير 2016 أنها ستنشر مقال رأي راتباً لوزير خارجية نظام طهران محمد جواد ظريف، في عز شهر العسل بين واشنطنوإيران، إثر توقيع الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. بدأ الرجل بمقال عن إعدام الإرهابي نمر النمر بعنوان «التطرف السعودي الطائش»، ملقياً بالاتهامات جزافاً، ومطلقاً السباب كما اتفق له. ليخلص إلى تصوير بلاده الداعمة للإرهاب، دولة ملائكية، مسبغاً صفة الشر كله على السعودية. وفي 13 سبتمبر الجاري أفردت «نيويورك تايمز» لظريف مساحة لنشر مقال يدعو فيه العالم للتخلص من «الوهابية»، ويقترح أن تساهم السعودية في ذلك! ولا نرد ها هنا على «خطرفات» الوزير الإيراني المتمسح بالغرب، المفاخر بتعلمه في الجامعات الأمريكية، لكننا نربأ ب«نيويورك تايمز» أن تحيد عن المهنية نهائياً، لتفتح صفحاتها «شقة مفروشة» لإيران لتسوي حساباتها مع السعودية. لقد اختارت «نيويورك تايمز» بتوظيف ظريف كاتباً راتباً، الانحياز علناً لإيران ضد السعودية، لتتوج بذلك عدم مهنيتها في تناول قضايا العرب والمسلمين، وتشجع على إذكاء الطائفية التي تحمل إيران رايتها. إنها «سقطة» وسيلة إعلامية كبيرة كان كثير من السعوديين يحترمون مهنيتها. ولكن هل سيبقى بعد الآن أي قدر من ذلك الاحترام؟!