للمرة الثانية منذ مطلع 2016، فتحت «نيويورك تايمز» صفحاتها لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، لينشر مقالاً يطفح حقداً وكراهية على السعودية، وأهل السنة والجماعة، يستعدي فيه الولاياتالمتحدة والغرب، بعنوان «دعونا نخلَّص العالم من الوهابية». وتضمن مقال ظريف جملة من الأكاذيب والادعاءات من دون سند من الحقيقة، خصوصاً زعمه أن السعودية أنفقت مليارات الدولارات على مدى ثلاثة عقود ل«تصدير الوهابية» للعالم. وزعم أن السعودية غيرت الإسلام بأموالها! وادعى أن السعودية «تخدع» حلفاءها بأن العدو هو إيران. وعلى رغم أن التعليقات في موقع الصحيفة حفلت بآراء مساندة من مناهضي المملكة، فإن قراء غربيين استغربوا تحليل ظريف، وذكروا أن التطرف ليس حكراً على الإسلام، ففي المسيحية واليهودية متطرفون كثر. واعتبر أحدهم أن زعم ظريف أن تصادم ما سماه «الوهابية» بالإسلام السني لا يقبله المنطق. ونسب الوزير الإيراني اعتداءات نيس وباريس وبروكسل للسعودية. واستغرب مراقبون كيف تفتح «نيويورك تايمز» صحفاتها لقطب نظام عداؤه للسعودية علني مكشوف. وكيف تتجاهل دور إيران في «استضافة» قادة «القاعدة»، والتطهير العرقي الذي يمارسه حشدها الشعبي في العراق، ومساعيها للهيمنة على اليمن وسورية، وبناء دويلة لتعطيل الدولة اللبنانية المعترف بشرعيتها. وتساءلوا: هل سيجد وزير خارجية كوريا الشمالية صفحة «مفروشة» كما هي حال ظريف؟ وهل سيجد الرئيس فلاديمير بوتين فرصة مماثلة ليوزع الاتهامات على خصومه كما يفعل ظريف؟