تجردت البلدية من مسؤوليتها في سوء التنفيذ لمسابقة «من يرضع أكثر» التي أقيمت في عرعر وأثارت استياء الجماهير، وقد كانت شكلا من أشكال التسلية التي تعكسها للمتلقي كفكاهة وترفيه في قالب من السخافة، فيما أن الناس يذهبون إلى زيارة المتنزهات للترويح عن النفس وقضاء أوقات الفراغ في حضور الأنشطة والفعاليات المختلفة، ثم يتفاجأ البعض ببعض الأنشطة التي لم تقدم حتى في أسخف برامج الكوميديا. كنا ننتقد اقتحام المسارح وتكسير أدوات الموسيقى والدعوة إلى العنف، ويبدو أننا تخلصنا من ظواهرها لنواجه بعض الأنشطة السخيفة الناتجة عن ثقافة التفاهة، فترفيه الجمهور بحاجة إلى أنشطة منظمة ومدروسة من قبل المختصين، بينما تنفيذ البرامج بحاجة إلى إشراف ومراقبة ومحاسبة من قبل الهيئة المختصة بالترفيه، حتى لا يختطف هذا القطاع من قبل فئة تؤطر مظاهر التسلية والفرح بالضوابط المحددة التي يرونها هم فقط شرعية. الأنشطة المبهجة وذات التميز تحترم عقول الجماهير أولا، كذلك فإن الأخذ باعتباراتها يفسر مدى الاهتمام بالسائح والسياحة الداخلية، وقد كنا سعداء بإنشاء هيئة الترفيه نظرا للحاجة الماسة إلى الترفيه في الداخل، رغم أنها لم تفعل ولم يتضح دورها حتى الآن، وبناء على ذلك فلا بد أن تشرف هيئة السياحة على هذا القطاع وتراقب جودته وما يقدم فيه، وأن تفعل مبدأ المحاسبة حتى لا يظهر لنا من يتجرد من المسؤولية ويعلق الفشل على سوء التنفيذ، فالترفيه والسياحة صناعة حقيقية وليست محصورة في المهرجانات وتلويث المسامع بالشيلات والبرامج المتكررة والمملة، وإن كان الإعلام في بعض جوانبه يوهم المسؤولين بأهميتها ومدى الإقبال عليها فستبقى الاختيار الذي لا يوجد له بدائل سوى في السفر إلى خارج المملكة للبحث عن الترفيه الحقيقي. لا بد وأن تشمل أدوات الترفيه أعمال المسارح والفنون والسينما وجميع المقومات السياحية التي تعتمد عليها أكثر دول العالم، حين يكون الجميع شركاء في بناء الترفيه الذي يعبر عن مدى الوعي بما يتم تقديمه، فالترفيه الحقيقي يعتبر من أهم أدوات التغيير والتثقيف وليس أداة للتسخيف والاستخفاف بالعقول. [email protected]