اليوم يتكلم الناس عن هيئة الترفيه وكل واحد ينظر لها من منظار معين ومن زاوية تختلف عن الآخر وهناك من يشجع وهناك من يتحفظ وآخرون يعتبرونها نوعاً من التغريب علماً بأن الترفيه خارج إطار هذه الأمور. فالترفيه في اللغة اسم جاء من التنفيس فيقال جاء للترفيه عنه أي جاء لإطراب خاطره والتنفيس عنه.. ومن أهداف الترفيه عن السكان جعلهم في رفاهية وكفعل في اللغة العربية كمصدر ترفيه من رفه أي رفه عنه كربه، خفضه عنه وأطرب خاطره ونفس عنه وأيضاً رفه أهله أي نعمهم وأراحهم. المهم لابد أن نتفق على تعريف موحد لمفهوم الترفيه حتى لا يكون هناك جدل أو عشوائية، وحتى يمكن لنا أن نضع الأهداف والخطط القابلة للتنفيذ والتي في آخر المطاف تؤدي إلى إسعاد الآخرين. تعالوا نر بعد بحث ما هو وصف أو تعريف الترفيه حيث عُرف بأنه نشاط يقوم بتوفير أو يسمح للأشخاص بتسلية أنفسهم في أوقات الفراغ وعادة ما تكون السينما أو مشاهدة الأوبرا والحفلات الموسيقية والأنشطة التي تنطوي على المشاركة في الألعاب الرياضية تعتبر في أكثر الأحيان تسلية. الترفيه في حياتنا في غاية الأهمية للبناء التربوي والنفسي والصحة النفسية والاجتماعية والتعليم والتفاعل بين الناس إلى جانب دوره الهام في كسر الروتين الحياتي والرتابة ومعالجة التوتر والإجهاد النفسي والعضلي والجسدي، وهو بهذه الأهمية فإنه إلى جانب كونه وسيلة تعليم أيضاً علاج وتهذيب وتواصل. والترفيه ليس نشاطاً للتسلية فهو صناعة تسمى صناعة الترفيه، وتعتبر من الموارد الاقتصادية التي تقوم عليها أكثر الاقتصاديات المتقدمة التي لا توجد لديها موارد كالنفط على سبيل المثال وله علاقة باقتصاديات أخرى كالسياحة والثقافة والتعليم، ومن أدواته وأشكاله السينما والمسرح والكوميديا والرسوم المتحركة والرسوم الهزلية والرقص والموسيقى حسب كل ثقافة كالعرضات والرقصات المتنوعة للثقافة السعودية والقراءة والألعاب الفردية والجماعية والمغامرات وألعاب السباقات التي تبرز البراعة الجسدية والعقلية. المهم ما ذكرته في الحقيقة كلنا نمارسه وسبق أن مارسنا بالإمكانات المتاحة وحسب كل ثقافة ولم تخل قرية أو هجرة أو مدينة إلا وفيها أساليب ومنتجات مختلفة عن الترفيه وليس هناك ترفيه بريء وآخر غير بريء فالترفيه في الأصل ممارسة سلوكية إنسانية فطرية سليمة وطبيعية، واليوم نحن نحتاج إلى أن تكون أساليب الترفيه منظمة ومدعومة وذات مردود اقتصادي واجتماعي ونفسي وصحي.