العنوان أعلاه هو أحد إبداعات جمهور تويتر تفاعلا مع حملة طلب تحويل الطفلة لجين الرفاعي المصابة بورم سرطاني في إحدى عينيها وتم عرض حالتها المؤلمة عبر مقطع قصير لتتحول قصتها إلى هاشتاق تتزاحم فيه المناشدات إلى وزير الصحة بتحويلها سريعا إلى أحد المستشفيات المتخصصة، واستجابة للضغط التويتري المتواصل صدر توجيه بإدخالها إلى المستشفى التخصصي بجدة ليصبح تويتر أسرع نظام تحويل عرفته المملكة منذ بدء الخدمات الصحية فيها باستثناء الحالات التي لا تحتاج إلى مناشدات وتوسلات وتستطيع دخول أي مستشفى خلال لحظات بمكالمة تلفونية أو جرة قلم. هذه الحالة لا تزيد على كونها واحدة من آلاف الحالات التي قرأنا عنها أو شاهدنا توسلاتها طلبا لتحويلها إلى مستشفيات متخصصة، ومن تجربة شخصية فقد شعرت بآلام قاسية وأحزان عميقة وأنا أباشر وأشاهد أطفالا يحتاجون إلى علاج فوري متخصص لا يتوفر سوى في مستشفيات محددة ومع ذلك تقف عوائق كثيرة أمام ذلك، وسبق أن كتبت عشرات المقالات عن ذلك وناقشت الأمر مع وزراء ومسؤولين في مختلف القطاعات الصحية مرات عديدة، وفعل ما فعلته كثير من زملاء المهنة في الصحة والصحافة والإعلام ولكن ما زالت المشكلة قائمة، بل وتزداد تعقيدا. والحقيقة أن أسباب هذا الوضع الخاطئ كثيرة لا يتسع المجال لذكرها هنا الآن، لكنها معروفة وليست مستعصية على الحلول إذا أردنا، لكننا إلى الآن نقف في المربع الأول للمشكلة ونتفرج عليها فقط. إنه وضع غير مهني ولا إنساني أن يتطلب علاج مريض مناشدة وزير الصحة أو غيره، كما أنه دليل دامغ على فشل النظام الصحي برمته وليس نظام التحويل فقط، وقد عانى المجتمع كثيرا وطويلا من هذا الوضع الذي لا يمكن قبوله مطلقا، والذي بسببه ضاعت كثير من الأرواح التي كان بالإمكان إنقاذها لو كنا نساير العالم في تطور أنظمته الصحية ومسؤوليته تجاه الإنسان. [email protected]