تشهد الملاعب الرياضية بين حين وآخر تعرُّض بعض اللاعبين للسقوط بشكل مفاجئ ودون مقدمات، في حالة تعُرف بالإغماء أو فقدان الوعي خلال تأدية المباراة، إذ تترك هذه الإشكالية أمام الجماهير الرياضية علامة استفهام وتعجب عن أسباب حدوثها، ومدى خطورتها على اللاعب، وهل تعني هذه الإغماءة علامة تحذيرية للاعب؟ رداً على كل التساؤلات السابقة، يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور أنور عبدالعزيز ل«عكاظ»: رغم كون هذه المشكلة نادرة إلى حدٍّ ما، إلا أنها تسجل في الملاعب الرياضية بجميع دول العالم دون استثناء، وخصوصاً في المباريات القوية التي تتميز بالسرعة العالية والجهد المضاعف. ووفقاً للسجلات الرياضية فإن القلب يتصدّر أكثر مسببات السقوط المفاجئ؛ لكونه قد يتعرض لاختلال الكهرباء المسؤولة عن انتظام دقات القلب، فأثناء الجهد الكبير تزداد نبضات القلب بسرعة كبيرة لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، وهناك بالفعل لاعبون تعرضوا لتوقف القلب المفاجئ خلال اللعب وترتب عليه عدم ضخ الدم إلى المخ؛ ما مهد لحدوث الإغماء المفاجئ، وأيضاً قد تحدث الإغماءة بسبب انخفاض ضغط الدم أو انخفاض السكر أو نقص الأملاح أو انعدام التوازن، إلى جانب عوامل أخرى مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي قد تسبب للبعض الإجهاد الحراري، بينما هناك بعض الحالات قد تحدث نتيجة تعرض الرأس لضربة خارجية مثل عارضة المرمى أو الاصطدام بقوة مع لاعب آخر. وأضاف: تستوجب حالة الإغماء وقف المباراة فوراً وتدخل الفريق الطبي لتقديم الإسعافات الأولية وتبديل اللاعب بآخر، وقد يتطلب الأمر نقله إلى أقرب طوارئ مستشفى عبر الإسعاف؛ لإجراء المزيد من الفحوصات وتخطيط القلب والأشعة اللازمة للتأكد من سلامة صحة اللاعب وعدم تعرضه لأزمة قلبية أو ارتجاج في المخ، وقد يتوقف اللاعب عن الملاعب فترة شهور حتى التعافي الكامل، بينما الحالات البسيطة تعود إلى الملاعب خلال أيام. ولفت إلى أن اللاعبين وطوال ال90 دقيقة وأكثر يبذلون الجهد الكبير والمضاعف، وهذا الجهد يمكن تهيئته من خلال الحرص على السوائل، وخصوصاً الماء بشكل جيد لتفادي الجفاف، والحرص على تناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على كافة العناصر كالفيتامينات والمعادن والألياف، فذلك يساعد على توفير الطاقة للجسم، والحرص على النوم الصحي وتجنب السهر بإعطاء الجسد كفايته من ساعات النوم وجودته، فقلة النوم تزيد من تعرُّض اللاعبين للإجهاد والتعب والإرهاق عند بذل أقل مجهود، بينما يجعل النوم الصحي حالة اللاعب في استقرار وارتياح نفسي. وختم د. أنور حديثه بقوله: بغض النظر عن الفحوصات الطبية الدورية أو التي تجرى على اللاعبين قبل المباراة وعادة تكون اعتيادية وتركز على اختبارات اللياقة البدنية والجهد والقلب، فإن هناك فحوصات أعمق وأشمل تتم وتستغرق يومين إلى ثلاثة أيام، وتحديداً عند انتقال اللاعب إلى أندية أخرى، وهي التي تعطي الضوء الأخضر لإتمام التعاقد، وهذه الفحوصات تشمل التأكد من القلب وكيفية عمله أثناء الجهد البدني، وسرعة نبضاته للتأكد من سلامة اللاعب وقدرته على التحمل، وفحص سرعة الأوكسجين وعمل الرئتين والجهاز التنفسي، وتشخيص النظر للاطمئنان على سلامة العينين، وفحص الحركة الهيكلية للتأكد من الحركة والمرونة، إلى جانب فحوصات العضلات والمفاصل وكثافة العظام والجزء السفلي من الظهر والأكتاف واليدين، وأوتار الركبة، وغيرها من الفحوصات والأشعة التي يحددها الفريق الطبي للنادي.