قبل سنوات؛ كنت أعارض بشدة «زواج المسيار»، فأطلقت عليه وصف «زواج الوجبات السريعة»، تشبيهاً بجائع يريد سد جوعه، وكنت أطرح سؤالاً: هل أنت متزوج زواج الأصل (أي التعدد) أم زواج الخائف (أي الإفراد)؟.. أما الوقت الحالي؛ فاكتشفت خطئي لوجود مطلقات وأرامل وكبيرات لم يتزوجن، واحتياجاتهن العاطفية والمادية والنفسية تستحق النظر. «زواج المسيار»، الذي يكون الإشهار فيه لعدد محدود من الناس نوع من الزواج التقليدي الشرعي المستوفي جميع الأركان والشروط، مع انتفاء موانعه، مثل: تنازل الزوجين عن بعض الحقوق المتفق عليها بمحض إرادتهما (المبيت أو عدم الإنجاب)، دون المساس بحقوقهما المالية والسكنية إلا إذا كانت الزوجة قادرة مالياً. لذلك؛ فزواج المسيار خيار لفئة من الرجال والنساء لا تساعدهم ظروفهم على الزواج التقليدي، وقد يكون خياراً لبعض الرجال لأسباب متعددة، مثل: عدم تحمله توفير مسكن للزوجة، أو أنه يريد البحث عن الراحة العاطفية مع من يتزوجها بالمسيار دون أن يخسر زوجته الأولى. على العموم؛ «زواج المسيار» مثل كل شيء له سلبيات وإيجابيات، ومن المهم أن يزن الرجل تلك الجوانب قبل اتخاذ قراره.