من أكثر الأشياء المستفزة قراءة عنوان في إحدى الصحف محتواه (مواطن يناشد وزارة الصحة بنقله لمستشفى، أو علاجه)،أو (مواطن يناشد المسؤولين في الصحة لطلب العلاج)؟!! المصيبة أنك تستفز من هذه العناوين بشكل أسبوعي أو شبه يومي!! والمصيبة أن صاحب هذه المناشدة يجد (الحل والعلاج) بعد مناشدته و (فضح علته) مما يدل على أن هناك خدمة متوفرة، ولكن الأسباب في عدم الحصول عليها بوجهة نظري هي إدارية صرفة. و المصيبة الأعظم أن دولتنا العزيزة في نظام الحكم الأساسي سنة حق للمواطن في الحصول على الخدمة الصحية كما في الآتي: نصت المادة (الحادية والثلاثون) على أن [ تُعنى الدولة بالصحة العامة، وتوفر الرعاية الصحية لكل مواطن ]. أيضا نصت المادة (السابعة والعشرون) الآتي [ تكفل الدولة حق المواطن و أسرته، في حالة الطوارئ، و المرض، و العجز، و الشيخوخة، و تدعم نظام الضمان الاجتماعي، و تشجع المؤسسات و الأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية ]. هل أصبحت الآن الخدمة الطبية تقدم بالتسول!! هل ينال المواطن حقه الصحي بعد فضح حالته الصحية والتي يفترض أخلاقيا و علميا و قانونيا لا يطلع عليها احد سواه والمقربون منه بعد إذنه و حسب الظروف!! ثم بما أن الخدمة الصحية يحصل عليها المريض بعد (التسول و المناشدة) وهذا مما يدل على توفر الخدمة الطبية، لما لا تختصر وزارة الصحة و المنشآت الصحية الأخرى ثقافة (المعروض الصحفي) وتقدم الخدمة بطريقة (أحلى الأمرين) حيث تكون ألطف و أجمل من المناشدة من خلال الورق والشبكة العنكبوتية. إذا كانت ثقافة المعاريض تسري في دمائنا و ينتشي المسؤول بسببها، فعلى الأقل اجعلوا في كل مستشفى إدارة باسم (إدارة طلب العلاج بالمعاريض) حفاظا على مياه وجوهنا من التوسل لحقوقنا عبر (الصحف) فالستر واجب، و تستطيع الصحة الإبداع حيث تجعل الطلبات أون لاين و أس أم أس.. هناك أناس عفيفة لم تترب على الطلب والتوسل حتى لو اضطر أمرها إلى تحمل المرض والألم والبعض لا يملك المادة للعلاج، لذا (ارحموا) من وليتم أمانتهم..