في مسجد تاريخي، مبني بالحجارة البركانية، في محافظة الجموم بوابة مكةالمكرمة الشمالية، تتجسد الأحداث التاريخية لفتح مكة، وتحديداً في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة، بنزول رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران -الجموم اليوم-، وقت العشاء، قادماً من المدينة على رأس جيش يفوق عشرة آلاف، حيث أمر أصحابه فأوقدوا عشرات الآلاف من ألسنة لهب النيران لإظهارهم كقوة، بإشراف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. الموقع الذي شهد قصة ليلة فتح مكة تمهيداً لدخول البيت العتيق، واحتضن آلاف الرجال من صحابة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، وتشرف بمبيت النبي ورجاله، يتهيأ هذه الأيام ليكون وجهة ثقافية وتعليمية وسياحية، أمام جيل اليوم من الحجاج والمعتمرين والزوار. وكشفت جولة «الرياض» انتهاء الشركة المنفذة لمشروع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- لتطوير المساجد التاريخية، من ترميم أجزاء كبيرة من المسجد ومنها المأذنة ورواق القبلة والمحراب. وتم إنجاز 95 % من مشروع ترميم المسجد، حيث اعتمد على السقوف المطرزة بالأخشاب وأعمدة وجدران مبنية على أقواس حجرية من النوع المدبب. 1438 عام العمر التاريخي لمسجد الفتح، وكأنه شاهد عصر ونافذة مشروعة لتاريخ موغل في القدم ارتبط بفتح قبلة العالم مكةالمكرمة كحدث تاريخي وخالد. وكشفت جولة «الرياض» حاجة ربط الموقع بعد الترميم بطريق المدينةمكةالمكرمة السريع، الذي لا يبعد عنه بأقل من 200م، وحديقة كبيرة، وبناء مركز ثقافي ومعرض تاريخي، تطل من خلالها الأجيال لتاريخ مضيء وحقبة زمنية مهمة من العصر النبوي. ويدفع الانتهاء من المشروع بالموقع إلى قائمة المواقع التاريخية التي تم تطويرها وتهيئتها أمام الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين، ويعزز اتجاه مكة في تكوين شبكة كبيرة من المواقع التاريخية وهي حاضنة بيت الله الحرام ومهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام. عمليات ترميم الجهة الغربية من المسجد مئذنة مسجد الفتح بلمساتها الأخيرة