عدّ مثقفون فعاليات سوق عكاظ في عامها العاشر تكاملا بين الثقافة والفنون وبين طبيعة الإنسان السعودي وفطرته التي كان عليها قبل نمو تيارات الأدلجة. ووصفوا حضور الشعر والرواية واللوحة والصورة واللحن والفولكلور والطرب بالرسالة السلمية التي تقدمها القوة الناعمة لتبرز الوجه الأجمل لإنسان هذا الوطن إضافة إلى أنها تعيد تكوين الوجدان السعودي والتفافه حول مظان الجمال بعيداً عن القبح. ويرى الكاتب الدكتور حمود أبو طالب أن عودة الفن إلى الثقافة عودة طبيعية لما كنا عليه قبل ثلاثين عاما. مشيرا إلى أن الطائف مدينة فنون عبر تاريخها مثمنا لسوق عكاظ أن جمع نخبة من المثقفين والشعراء والتشكيليين وكرم عددا منهم لترسخ ثقافة احترام الوطن لمبدعيه والعناية بإبداعهم وإتاحة الفرص لهم لتقديم أجمل ما لديهم من وجوه الجمال كلمة ولحنا وصورة ولوحة، لافتاً إلى أن عواصم عربية وعالمية أثبتت عالميتها وحضاريتها بالمسرح والثقافة والفنون سواء امتلكت مقومات اقتصادية أم لا تمتلكها. وأضاف أن الثقافة تعلي من قيمة الإنسان. والفن يهذب وجدانه وسلوكه. ويذهب إلى أن تراكم العمل في أعوام قادمة والارتقاء بالفنون والطرب سيعلي مكانة السوق ويقدم النموذج الحقيقي لإنسان هذا الوطن المحب للحياة والفن والشعر. مؤكداً أهمية المسرح المفتوح على تربية الذائقة وتفتح المدارك. مؤملاً أن تتم دعوة قنوات عالمية لتغطية هذا الحدث النخبوي والشعبي بكل لغات العالم. ليتأكد العالم أنه لو شذ ما نسبته 10% من شعب ما واحترفوا القتل وسفك الدماء فإن البقية وما يزيد على 90% مسالمون وعشاق إبداع وفن وغناء وحياة وتواصل مع كل البشر بلغة المحبة والسلام. وأكد الشاعر خالد قماش أن في غناء محمد عبده على مسرح سوق عكاظ رسالة بأن العام العاشر يمثل التحول في إستراتيجية القائمين على اقتراح الفعاليات ومنفذيها. مشيراً إلى أن هذه البانوراما تعزز نهضة وصحوة الإنسان على الجمال ما فتح باب التنافس بالإبداع الثقافي والفني فكانت الثقافة مرئية ومسموعة ومقروءة مقوماً أساسياً يمكن الارتكاز عليه في مشروع بناء الوجدان المختطف زمنا طويلا من خلال كلمة وموسيقى ولون، شأن ما يكوّن أي مجتمع إنساني. الشاعر زكي الصدير يرى أننا أمام معادلة صعبة وخطيرة مفادها: الفن مقابل داعش، حيث لا مساحة للمجاملات العالية على حساب مستقبل شبابنا ووعيه لخيارات الحياة والكون، فإن لم تستيقظ المؤسسات الرسمية والمراكز الثقافية، وتقوم بدورها المناط عليها، وذلك بتقديم بدائل حقيقية لثقافة الحرب التي تجتاح الوطن العربي فسنكون أمام منحدر سيذهب ضحيته الجميع، ولن نعود قادرين بعدها على القيام من جديد، الإعلامي عبدالوهاب العريض يرى أن عكاظ بهذه التكاملية تجاوز مفهوم التكرار والنمطية إذ إن الإضافة النوعية تكسر الرتابة وتحدث دهشة مستحقة خرجت من حدود المكان والزمان في توق إلى غاية التواصل التلقائي في فضاء يملك جميع مقوّمات التكامل. الشاعر حسن القرني قال يصمد الإبداع الأدبي والفني. ويعيد بكلمات وأنغام ورسوم وصور إحياء حلم الإنسان السعودي في الخروج من مسار الوصاية والاختطاف إلى «مسار العودة لأحضان الوطن المحتفي بطبعه بكل جميل. الشاعر ياسر العتيبي يرى أن الصحوة سعت إلى تشكيل عازل معنوي وعقلي، يحوّل المثقف إلى موظف خاضع للأيديولوجيا الواحدة.