بارك عدد من المثقفين العرب للفائزين بجوائز سوق عكاظ في دورتها العاشرة، مؤكدين أن للجائزة حضورها المعرفي والثقافي محلياً وعالمياً، وأن ما تخلقه من روح التنافس والتواجد الابداعي من شأنه المساهمة في رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة في الوطن العربي، منوهين في استطلاع ل«الجسر الثقافي» إلى مكانه المهرجان الذي اصبح أشبه بمشروع مكتمل يبدأ من السعوديه بهوية عربية منطلقا إلى العالمية. ذاكرة خالدة بداية، أكد الدكتور أحمد المنصوري أستاذ النقد بجامعة صنعاء مكانة سوق عكاظ كونه محطة ثقافية خالدة في ذهن الذاكرة العربية قائلا: «ليس غريبا على (سوق عكاظ) أن يستعيد حضوره اليوم في أرض المملكة، ليدعم الثقافة والأدب والإبداع، ويعمل على تشجيع المبدعين في المجالات كافة، فهو السوق الذي خلد في ذهن الذاكرة العربية منذ القدم، وفيه تشكلت اللغة العربية، وفيه ألقيت عيون شعرنا العربي القديم، وكانت شهرته تملأ الآفاق، نعم ليس غريبا أن يستعيد هذا السوق اليوم مكانته الرائدة التي يستحقها في نشر الثقافة وتشجيع الإبداع، من خلال مشروع مكتمل ينطلق من السعوديه بهوية عربية إلى العالمية». ويتابع المنصور: «بوصفنا مثقفين - نبارك هذا الجهد الحضاري الرائع، والذي يدل على وعي بتراث أمتنا وربطه بحاضرنا، كما يدل على الوعي بسر نهضة الشعوب الذي يكمن في فتح منافذ للمواهب المثقفة المبدعة؛ كي تمارس مواهبها في جو من الرعاية والتشجيع والاهتمام». وشكر الدكتور المنصور سمو الأمير خالد الفيصل على اهتمامه ورعايته لهذا المهرجان ذي الإصالة المعاصرة الذي اتاح الفرصة لمبدعي الأمة العربية ومثقفيها ليجدوا متنفسا للإبداع والإسهام في خدمة الثقافة العربية. همزة وصل ومن الجزائر وصفت الشاعرة لطيفة حساني مهرجان سوق عكاظ بواحد من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي، قائله: «سوق عكاظ يلعب دورا في الربط بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، بعنايته بالتراث والثقافة والأدب والمعرفة والعلوم الحديثة، وهو واحدة من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي، حيث يستقطب أجمل الأصوات الشعرية لتكون همزة وصل بين المبدع والمتلقي، وتدعم الحركة الثقافية والفنية العربية، بالكثير من الاستراتيجيات ومنها الجوائز المهمة والتي تذهب لمن يستحقها عن جدارة». واضافت: «بكل تأكيد إن تثمين جهود الشعراء الكبار واجب وشيء نبيل يشجعهم على مواصلة الطريق لتقديم الأجمل، فمن المعروف أن أجمل نص هو (ما لم يكتب بعد)، كما تشجع الجوائز باقي المبدعين الجادين على مواصله العمل باقتناع وثقة بأن مجهودهم لن يذهب سدى، وأنا كشاعرة عربية أتابع سوق عكاظ، اشعر بالسعادة والفخر لهذه التظاهرة، إضافة لفرحي بما حققه المبدعون الذين مروا على منبرها». ملتقى الجمال واعتبرت الناقدة السورية الدكتورة نبال أحمد الاستاذة في جامعة حلب سوق عكاظ بملتقى الجمال الشعري والأدبي والإبداعي الفني والسياحي والثقافي، قائله: «سوق عكاظ اسم استحوذ على اهتمام كل المثقفين العرب، فهو اسم اشتهر عبر التاريخ وتناقلته الأجيال منذ عصر الجاهلية وحتى وقتنا الحاضر، كعرس للكلمة وفرح القوافي، وحميمية الموقف التي تولد أجمل القصائد وأعذبها، إنه ملتقى أهل الشعر والفن والأدب فيه تتصافح الأرواح مع ملهميها وتتلألأ الكلمات بنجوم كاتبيها، وتتصدر الحروف الماسية جيد القصائد، ويضج السوق ألحانا متناغمة تصدح بها حناجر الشعراء، وتعلو أصواتهم بأعذب القوافي عازفة في سوق عكاظ أجمل الألحان الشعرية، فعلا هو ملتقى الجمال بكل معانيه بتلاقي الفكر بالواقع، وتجسيد الماضي بالحاضر، والوقوف على تجليات الحياة التي يعيشها الإنسان العربي، وتصويرا لواقعه ومعاناته». واضافت الدكتورة نبال أحمد: «عبر التاريخ سجل سوق عكاظ ملاحم العرب ونطق بلسان حالهم ويبقى هذا الموسم العكاظي قبلة الشعراء والأدباء وممولا لكل راغب في الاستزادة من منهله الثري ومعينه المتدفق بشلال كبير من الشعراء الذين يتواردون إليه في كل عام، مقدمين نتاجاتهم وإبداعاتهم تاركين للأجيال المستقبلية مواسم عطاء لا تنضب». مكانة مرموقة ومن السودان تشارك الاعلامية نعمات حمود قائلة: «يعتبر سوق عكاظ رافدا ثقافيا ومعرفيا في الاوساط الثقافية والابداعية، وملتقى شعرياً وفنياً وتاريخياً فريداً من نوعه، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة، والذين ينتظرونه سنويا بشوق وشغف، لكونه داعما لكل مثقف ومبدع ببرنامجه المتكامل الذي يقدمه، وجوائزه المحفزة التي تعتبر مشجعا للمبدعين، جلعت المهرجان يحتل مكانة مرموقة في المشهد الثقافي والعربي بالنظر إلى مصداقيته وشروطه ومعاييره، وطريقة تعامل القائمين عليه مع المبدعين والمتميزين، فضلاً عن قيمة الجوائز المادية». وأضافت حمود: «يحسب للمهرجان والقائمين عليه تغطيته لمساحة واسعة من الإبداع الفني ابتداء من الشعر، مروراً بالفن التشكيلي، الخط العربي، التصوير الفوتوغرافي، وهو ما يعطي الحق لأهل المملكة العربية السعودية والعالم العربي بالفخر والاعتزاز بهذا الفعل الثقافي الكامل الدسم والنادر في محتواه».