ظل يتكرر اسم المجلس البلدي كثيرا زمن الانتخابات، وأقيم ضجيج عالٍ حوله بسببها، ثم ما إن انتهت تلك الانتخابات واستقر الوضع، حتى سكت الناس وهدأ الضجيج وطوى النسيان المجلس البلدي! لوجه الحق، حين أعلن عن مشاركة النساء في عضوية المجالس البلدية، كنت من بين أشد المتحمسين لذلك، فالمرأة عادة أكثر اهتماما من الرجل بأمور تتعلق بالنظافة والترتيب وإدارة شؤون المنزل، والمجلس البلدي من ضمن مهامه الاعتناء بتحقيق الاحتياجات الأساسية للأحياء وفي مقدمة ذلك الاهتمام بتأمين النظافة فيها، وقد كان متوقعا أن يؤدي وجود المرأة في عضوية المجلس البلدي إلى إحداث نشاط فيه فنجد اختلافا في عمله عما سبق، إلا أنه مع الأسف، لم يحدث شيء من ذلك. فحالة السكون مخيمة على المجلس ولا ندري إن كان يعمل أم هو في حالة سبات مستمرة؟ ليته يجيب، وليت الإجابة تكون أفعالا يراها الناس، لا مجرد دفاع لفظي خال من الأدلة، فأنا هنا لا أكتب لأهاجم المجلس البلدي وإنما أكتب لأطلب منه أن يظهر للناس وأن يريهم ما يقوم به من أعمال، تكذب ما يوصم به من السبات الطويل. من المشكلات التي تعاني منها كثير من أحياء مدينة الرياض، مشكلة غياب النظافة فيها، فبراميل النفايات الموجودة في الشوارع، صغيرة الحجم ومتناثرة بطريقة عشوائية، وسرعان ما تمتلئ بأكياس النفايات ويبقى الفائض منها ملقى على الأرض من حولها، فيتحول المكان إلى مرعى خصب للقطط، ومرتع جذاب للذباب، ومصدر كريه للرائحة المنفرة. في بعض الدول المتقدمة تغلبوا على مثل هذه المشكلات بأن صاروا يبنون في كل دور في المباني المتعددة الأدوار، مجرى داخل الجدران لإلقاء أكياس النفايات حيث تجتمع في مكان مخصص لها ثم تنقلها البلدية من هناك. هذه الطريقة تخفف من وجود أكياس النفايات ملقاة في الشوارع، ولو أن المجالس البلدية تبنت مثل هذه الأفكار، لأمكنها أن تتفق مع الأمانات بحيث تقر أنظمة جديدة تتضمن إلزام أصحاب البنايات الجديدة تأمين مجاري في بناياتهم لإلقاء أكياس النفايات، إضافة إلى ضرورة تخصيص البلدية أماكن واسعة محددة لإلزام شركات النظافة بوضع براميل نفايات كبيرة الحجم، بدلا من نثر البراميل الصغيرة عشوائيا في الطريق.