حذرت الحكومة اللبنانية أمس من احتمال تزايد خطر الإرهاب بعد أن استهدفت ثماني هجمات انتحارية بلدة القاع على الحدود مع سورية في أحدث امتداد للصراع السوري إلى لبنان. وذكرت أن هذا الاعتداء على الأمن القومي اللبناني والطريقة غير المألوفة التي نفذ بها يدشنان مرحلة نوعية جديدة من المواجهة بين الدولة والإرهاب الظلامي الذي يسعى منذ سنوات إلى ضرب الأمن والاستقرار في لبنان وجره إلى أتون الفتنة. وأوضح وزير الإعلام رمزي جريج في تصريحات صحفية بعد اجتماع مجلس الوزراء أن رئيس الحكومة تمام سلام أعرب عن خشيته من أن يكون ما حصل في القاع بداية لموجة من العمليات الإرهابية في مناطق لبنانية مختلفة، داعيا إلى مواجهة هذا الواقع بموقف وطني موحد وكامل. فيما أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق في تصريحات أدلى بها للصحفيين في بلدة القاع أن خطر التفجيرات لا يزال قائما في لبنان. وأشار إلى أن معظم الانتحاريين الذين نفذوا تفجيرات أمس الأول أتوا من الداخل السوري وليس من مخيمات اللاجئين بلبنان والتي تؤوي عددا من السوريين يقدر عددهم بما يزيد بكثير على مليون لاجئ. وفي غضون ذلك لزم سكان بلدة القاع أمس منازلهم خوفا من تسلل انتحاريين جدد بعد سلسلة تفجيرات هزت البلدة أمس الأول وأوقعت ضحايا، وسط موجة شكوك تجاه اللاجئين السوريين المنتشرين بعشرات الآلاف في المنطقة. وبسبب الوضع الأمني الحرج، تم تأجيل جنازة ضحايا تلك التفجيرات التي كانت مرتقبة عصر أمس إلى أجل غير مسمى. وقالت يولا سعد من سكان القاع «لم يمر علينا مثل هذا الخوف والرعب في تاريخ حياتنا»، مضيفة أن «معظم السكان موجودون في منازلهم ولا يخرج الواحد منهم إلا للضرورة. كما أن المحال كلها مغلقة». فيما أشار داني نعوس إلى أن «شبانا من أهالي البلدة موجودون في الشوارع، ويحملون السلاح لمساندة الجيش وسط وجود عسكري وأمني كثيف». وأكد مختار القاع منصور سعد أن «هناك حالة استنفار. كل واحد من الاهالي، رجالا ونساء، يجلس أمام منزله لحمايته بعد حالة الرعب التي عشناها».