التقى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند صباح أمس (الإثنين)، في قصر الإليزيه بباريس، ورئيس الوزراء مانويل فالس في مقر رئاسة الحكومة الفرنسية، في زيارة بالغة الأهمية لأنها تأتي في مرحلة تشهد فيها المملكة تحولا تاريخيا وإستراتيجيا على جميع الأصعدة لتحقيق رؤية السعودية 2030، بالإضافة إلى الظروف المتأزمة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط أمنيا وسياسيا واقتصاديا وتفاقمها بسبب التدخلات الإيرانية، وأخيرا، انعكاسات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي على الصعيد العالمي. ولا شك أن العلاقات السعودية الفرنسية، تمر بمرحلة متطورة في ظل العلاقات المتينة بين البلدين والتقارب في وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهو ما انعكس على تنامي العلاقات الاقتصادية والاستثمارات، إذ تمثل فرنسا المستثمر الثالث في السعودية، وتصل قيمة أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 15.3 مليار دولار، في حين بلغت قيمة الاستثمار السعودي في فرنسا 900 مليون يورو، وبلغت قيمة التجارة السعودية -الفرنسية العام الماضي 7 مليارات يورو، كما وقعت السعودية وفرنسا، عقب انعقاد اللجنتين المشتركتين الأوليين في 2015 عقودا واتفاقات في شتى القطاعات بقيمة إجمالية تتعدى 20 مليار دولار. وبعد النجاحات الكبيرة التي حققها ولي ولي العهد خلال زيارة الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة، من المؤكد أن فرنسا التي أكدت مسبقا دعمها لتحقيق رؤية السعودية 2030، سوف تفسح المجال للمزيد من الفرص الاستثمارية التي ستنعكس إيجابا على اقتصاد المملكة وفرنسا، خصوصا أن الأخيرة من الدول الرئيسية المستهدفة في خطة الهيئة العامة للاستثمار، إذ تحتل فرنسا المرتبة الثالثة عالميا في التدفقات الاستثمارية التي استقتطبتها المملكة، وهو ما يضفي على الزيارة أهمية مضاعفة لما يترتب عليها من إيجابيات في زيادة مجالات التعاون بين البلدين.