أنحى عدد من أهالي رفحاء، باللائمة على بلدية المحافظة في تزايد أعداد المراهقين المدخنين؛ لتساهلها في انتشار المقاهي التي تقدم «الشيشة والمعسلات» داخل الأحياء السكنية، فضلا عن السماح للمتاجر ببيع السجائر للصغار ب «الحبة»، ما يسهل عليهم الشراء. وبينما توعد الأهالي بمقاضاة البلدية في حال لم تتدارك الوضع وتنقل تلك المقاهي بعيدا عن التجمعات العمرانية، أكد رئيس بلدية رفحاء المهندس شمام سعيدان الشمري أنهم خصصوا مخططا مناسبا للمقاهي في منأى عن سكن المواطنين، وسيعملون على استكمال إجراءات نقلها إليه، بعد الانتهاء من اعتماده. وحذر سعد العنزي من تزايد أعداد المدخنين بين الصغار في رفحاء، بسبب قرب مساكنهم من المقاهي، لافتا إلى أن بلدية المحافظة لم تلتزم بالتعليمات التي تنص على أن تكون المحلات التي تقدم «الشيشة والمعسلات» بعيدة عن التجمعات السكانية بمسافة كافية. وأفاد أن المشكلة لم تقتصر على المقاهي، بل درجت بعض المتاجر الصغيرة على بيع السجائر للصغار ب «الحبة»، لتسهل عليه تعاطي تلك الآفة القاتلة التي تعتبر الخطوة الأولى نحو إدمان المخدرات. وأرجع نصيف الرمضان تزايد التدخين بين الصغار في رفحاء إلى انتشار المقاهي قربهم، مشددا على أهمية نقلها بعيدا عن مساكن الأهالي وتكثيف حملات التوعية بأخطار تعاطي السجائر المعسلات، منتقدا التساهل مع «البقالات» التي تبيع السجائر للصغار. ورأى رضا المضحي أن ضرر المقاهي لم يقتصر على نشر ظاهرة التدخين في المجتمع، بل تحولت إلى مأوى للطلبة الهاربين من المدارس، لافتا إلى أنه ثمة اعتقادا خاطئا بين الشباب أن الشيشة أقل ضررا من السجائر؛ بينما تؤكد الدراسات عكس ذلك. وذكر المضحي أن دراسة أجراها باحثون في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أثبتت وجود كمية كبيرة من التبغ والقطران في مادة الجراك والمعسل إضافة للأصباغ والنكهات والمواد الكيميائية المخمرة التي تعطيها بعض الروائح التي تجذب الشباب إليها، مشيرا إلى أن الدراسة بينت أن تدخين رأس (حجر) واحد من الشيشة يعادل تعاطي 30 سيجارة. وحمل خالد الشمري بلدية رفحاء مسؤولية تفشي التدخين بين الصغار والمراهقين في المحافظة لتساهلها في افتتاح المقاهي بين التجمعات السكنية، مهددا بمقاضاة البلدية في حال لم تتحرك وتنقلها بعيدا عن بيوتهم في مناطق خارج العمران.