اقتراب المقاهي من الأحياء السكنية في رفحاء أصبح هاجسا يؤرق أهالي المحافظة، حيث سهل وصول صغار السن إليها دون رقيب أو حسيب، خاصة بدون علم الأهل، ما يشكل خطرا على صحتهم، بخلاف اكتسابهم بعض العادات السيئة من المراهقين وكبار السن كتدخين الشيشة والسجائر، ومشاهدة الفضائيات بكل أنواعها، كما تشجعهم على الهروب من المدرسة ثم العودة إلى بيوتهم في موعد انتهاء الدراسة. وأبدى ل«عكاظ» عدد من أهالي رفحاء استياءهم من قرب المقاهي، خاصة إلى الأحياء الشرقية، وناشدوا الجهات ذات الاختصاص بنقلها خارج النطاق العمراني، حيث أوضح سلامة الشمري أن وجود مقاهي الشيشة بالقرب من الأحياء السكنية يشكل خطرا على صحة الناس ويسبب التلوث البيئي، كما أنه يعد خطرا كبيرا يسهل وصول الشباب الصغار الى المقاهي، حيث إن دخان الشيشة يلوث الهواء الذي يستنشقه الكبار والصغار ما يسبب أمراض الرئتين والسرطان الذي انتشر بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ويشير سعد العنزي ان وجود المقاهي داخل النطاق السكاني يعتبر سببا في انغماس صغار السن في خطرها، حيث إن بعض المراهقين وصغار السن يسيرون مشيا على الأقدام، خصوصا من قاطني الأحياء المجاورة لها دون علم ذويهم بذريعة زيارة الأقارب على سبيل المثال، أو هروب بعض صغار السن من المدارس واللجوء إليها حتى نهاية اليوم الدراسي ما ساعد في هلاك وتدمير الطلاب، حيث ان المقاهي يدخلها الصغير والكبير دون أدنى التزام بسن معين من أصحاب المقاهي الذين لا يهمهم سوى المكاسب المادية. ويقول سلمان الشريهي: أرى داخل المقاهي مشاهد يندى لها الجبين، حيث يسمح للصغار بدخولها دون رقابة، وتناول الشيشة في أجواء لا تتناسب مع أعمارهم، بخلاف مشاهدتهم الأفلام عبر القنوات الفضائية المفتوحة، وطالب الشريهي بنقل المقاهي خارج النطاق العمراني حتى لا يجد صغار السن سبيلا للوصول إليها، مضيفا أن بعض الصغار يوهمون أهلهم بالذهاب إلى المقاهي لمتابعة دوري كرة القدم بحجة أن المقاهي تشترك في القنوات المشفرة، ومن ثم يجدون الفرصة سانحة لتناول الشيشة والمعسل الذي يعد بداية لا يحمد عقباها. ويضيف محمد المفضلي أن التحاليل التي أثبتت احتواء السجائر على مكونات ضارة ومسرطنة، أثبتت أيضا أن الشيشة تحتوي على نفس المركبات التي تلعب دورا في حدوث مشاكل في الرئتين، حيث يترسب في مسارات الهواء كل هذه المركبات «أول أكسيد الكربون، النيكوتين وكذلك القطران»، وبشكل كبير. ويضم عدد من التربويين وأولياء الأمور أصواتهم إلى الأهالي بضرورة نقل المقاهي الى خارج النطاق العمراني، مناشدين هيئات المجتمع المدني كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبلدية والجهات الأمنية بتشديد الرقابة على هذه الأماكن، لافتين إلى أن هذه التجمعات قد تكون سببا في انتشار السلوك السيئ، وقد تؤدي إلى انحراف المراهقين وصغار السن، وطالبوا بوضع نظام لمنع صغار السن دون العشرين عاما من ارتياد المقاهي. منع القاصرين أكد عدد من المواطنين أن وجود المقاهي بالقرب من الأحياء السكنية يشكل خطرا على الصحة العامة لما يسببه من التلوث البيئي، بالإضافة إلى سلبياته على سلوكيات صغار السن والمراهقين لسهولة الوصول إليها، وناشدوا الجهات المعنية بوضع نظام يمنع دخول من دون العشرين إلى المقاهي.