أليس من حقوق المتنزهين الاستمتاع بهواء نقي على الشواطئ أو في المقاهي بعيداً عن رائحة أدخنة الشيشة ورائحة الشواء التي تلوث الأجواء ؟! لقد لاحظت بأن فئة من المتنزهين في الشواطئ اعتادت على جلب الشيشة إلى الشواطئ وشربها وتحضيرها، ما أثار انزعاجي وانزعاج عدد من رواد المتنزهات والأماكن العامة والمتنزهين من انتشار ظاهرة استخدام الشيشة في المتنزهات العامة والكورنيش في ظل انعدام الرقابة من الأمانات والبلديات وعدم متابعتهم لهذه الظاهرة التي أخذت في الانتشار رغم قرارات منع التدخين في الأماكن العامة. شرب الشيشة في الأماكن العامة انتشر بكثرة في الشواطئ وأماكن الترفيه، حيث إنها تسبب الكثير من الإحراج لمرتادي هذه المتنزهات وعائلاتهم، فضلاً عن أن الكثير من الأطفال ينتشرون في هذه الأماكن مع عائلاتهم ويرون بأعينهم هذه التصرفات المشينة لأن التهاون في الحد من هذه الظاهرة سينعكس حتماً على نفوس الصغار من أبنائنا وبناتنا. للأسف انتقلت عدوى استخدام الشيشة من الأماكن المخصصة لها في المقاهي البعيدة عن المدن إلى أماكن الترويح عن النفس في الشواطئ ، لقد رأيت بعيني وفي عدد من المتنزهات انتشار شيشة المعسل وليس فقط شربها بل تحضيرها أمام مرأى الأسر والأطفال، وتلوث الجو برائحتها ورائحة الشواء ما أثار اشمئزاز البعض ونفورهم، وحرمانهم لأنفسهم وأطفالهم من التمتع بجولتهم الترفيهية، لأن الحفاظ على أخلاقيات الأبناء والأسرة أهم لدى الأسر المحافظة من التمتع بالجلوس على الشواطئ. ظاهرة تدخين الشيشة انتشرت بسرعة فائقة وحظيت بإقبال عدد كبير من المدخنين وسط أفراد الجيل الجديد، وبدأ الشباب من طلاب وطالبات المدارس والجامعات وعامة الناس يدمنون على الشيشة لاعتقادهم بأنها غير ضارة صحياً، ولعدم علمهم بمخاطرها وبدأ بعض الآباء يتهاونون بالسماح لأبنائهم بتدخين الشيشة معهم وهي العادة التي لم تعد تقتصر على الرجال فقط بل امتد أثرها إلى النساء بل وحتى الأطفال. الدراسات العلمية التي أجريت على التأثير الضار للشيشة تشير إلى ارتباط وثيق بين تدخين الشيشة وسرطان الفم، وهناك اعتقاد سائد بين الناس بأن تدخين الشيشة أخف من تدخين السجائر وأقل ضرراً، حيث إن دخان الشيشة يتم تنقيته بواسطة مياه الشيشة إلا أن الدراسات أثبتت عكس ذلك، حيث بيَّنت أن تدخين حجر الشيشة الواحد هو بمنزلة تدخين 8 أعقاب سجائر، ولذلك فإن مدخن الشيشة يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من مدخن السجائر، وبذلك يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والرئتين. والطريف في الأمر بأن هناك ثمة اعتقادات خاطئة لدى الناس تروج لها وتغذيها بعض المواقع الإعلامية على الانترنت والمسلسلات التافهة على التلفاز مفادها بأن تدخين الشيشة أقل خطورة من تدخين السجائر كما تروج تلك الوسائل وغيرها لأنواع مختلفة من نكهات الشيشة محاولة استقطاب وجذب الشباب لتدخينها عبر الإغراء بالأسماء والنكهات المختلفة مثل نكهة العنب والتفاح والفواكه والتفاحتين وغيرها من الأسماء الوهمية التي تنتشر في أوساط النساء السعوديات والوافدات على نطاق واسع، وما خفي أعظم من تدخين الفتيات للحشيش مع الشيشة، وهنا يأتي دور الأسرة في متابعة أبنائها وملاحظة سلوكياتهم والتعاون مع الجمعيات المتخصصة في مكافحة التدخين؟! تكثيف المراقبين من البلديات ومنع التبغ والجراك والمعسلات من دخولها المملكة وعدم بيعها في المحلات التجارية، ومعاملتها معاملة الأغذية الفاسدة هي جزء من الحلول التي ستقضي على ظاهرة تدخين الشيشة في الأماكن العامة، إضافة إلى حظر محال بيع الجراك والشيش وعدم السماح لها بالبيع ومتابعة المراقبين والجهات الأمنية لمنع تدخين المتنزهين للشيشة وبالأخص الفتيات في الأماكن العامة لمنافاتها للعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية المعمول بها في بلادنا، أما ما يتعلق بالمقاهي العامة فأنا مع منع تقديم الشيشة فيها وأن يقتصر نشاطها على بيع الشاهي والتمر والقهوة والعصائر الطازجة وقراءة الكتب والمجلات وألعاب التسلية فقط.