رغم التعتيم الإعلامي الذي فرضه قائد ميليشيا القدس في الحرس الإيراني قاسم سليماني على جرائم الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية بحق السنة في الفلوجة من قتل وتعذيب ونهب ممتلكات وحرق مساجد، إلا أن المعلومات بدأت تتسرب عن هذه الجرائم. وحصلت رئاسة البرلمان العراقي على معلومات موثقة تكشف عن تجاوزات كبيرة ترتكبها الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي في الفلوجة ما دفع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الى التحذير من مواصلة عمليات القتل والتعذيب على قاعدة طائفية. وكشف تحالف القوى العراقية أمس في تقرير له اطلعت عليه«عكاظ»عن عمليات القتل والتنكيل ونهب البيوت وحرق المساجد وخطف الشباب واعتقالهم في أماكن مجهولة. وحمل رئيس الوزارء حيدر العبادي مسؤولية ما يجري لأهالي الفلوجة، واصفا تجاوزات الحشد بالتصفية الطائفية التي تشكل مقدمة لحرب أهلية. من جانبه، اتهم زعيم ائتلاف متحدون للإصلاح، أسامة النجيفي مجموعات مسلحة لم يسمها ووصفها بأنها «خارجة عن السيطرة»بارتكاب انتهاكات وعمليات خطف وإعدام جماعي في الفلوجة. وقال النجيفي في بيان أمس: لا أحد ينكر أهمية معركة الفلوجة ودلالاتها لأهلنا المحاصرين وتأثيراتها على المعارك اللاحقة لكسر ظهر الإرهاب وطرده من العراق . وأضاف أن مايجري على أرض الواقع يشير إلى حدوث انتهاكات غير مقبولة وعمليات خطف وإعدام جماعي لا تقره الشرائع أو القوانين أو أخلاق ومعايير المعارك الوطنية . وحمل القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية إدارة المعركة والحفاظ على حياة الناس ومحاسبة من وجد في معركة التحرير فرصة لإنزال العقوبات بالناس الأبرياء، فإدارة المعركة تقتضي السيطرة المطلقة على تفاصيلها كافة وبخاصة أن حياة المواطنين أهم من أي هدف آخر، بل إنه يرتبط بنتائج المعارك القادمة في الموصل والحويجة وأية بقعة ما زال داعش يحتلها.