وصف عضو مجلس الشيوخ الأمريكي رئيس لجنة خدمات القوات المسلحة (الدفاع) في المجلس السناتور جون ماكين، المملكة ب«الدولة المهمة في الحرب على الإرهاب» لم يأت من فراغ، وإنما يجسد ما حققته السعودية من نجاح باهر في إستراتيجيتها لدحر التنظيمات الإرهابية، ولجم النظام الإيراني الداعم لها، وتجفيف منابع الإرهاب واقتلاعه من جذوره، في إطار اهتمامها بالتصدي لأي أخطار تهدد أمن واستقرار المنطقة، بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتأتي تأكيدات ماكين على أهمية «الجهود السعودية في مكافحة الإرهاب، خصوصاً على مستوى المنهج الفكري» تجسيداً لنجاح هذه التجربة المميزة التي أصبحت مثار إعجاب دول العالم أجمع. وتواصل الرياض جهودها في تنفيذ خطط طموحة لدحر الإرهاب إلى الأبد، والتصدي بقوة لنظام إيران الذي يدعم التنظيمات الطائفية المتطرفة، مثل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن وبعض الخلايا في البحرين. ضربات استباقية ومنذ أن تعرضت السعودية لأعمال إرهابية عام 2003 تصدت لهذه التنظيمات بقوة، ونجحت في توجيه ضربات استباقية شديدة للإرهابيين، مع تأكيداتها بأن الإرهاب ليس له صلة بالدين، واتخاذها التدابير الوقائية ضده محلياً، ومشاركتها في إدانته، وفضحه في المحافل الدولية، من أجل تصدي دول العالم له بكافة أشكاله، وفي الوقت نفسه وقعت السعودية العديد من الاتفاقات لمكافحته إقليمياً وعربياً ودولياً، وشرعت في تبادل المعلومات مع الدول الشقيقة والصديقة لمكافحته، وقدمت المساعدات المادية والمعنوية لرجال الأمن، لتحفيزهم على مواجهة الإرهاب. لم تكتف السعودية بما اتخذته من ضربات استباقية للعمليات الإرهابية، وما نفذته من حملات أمنية في أوكار الإرهابيين، بل عملت على متابعة الشبكات الإرهابية، وعمليات التمويل الإرهابي بوضع أنظمة صارمة ودقيقة، إضافة لإنشاء غرفة عمليات مشتركة لجميع الأجهزة الأمنية لسرعة تمرير أي معلومات متعلقة بالإرهابيين. وفي ذات السياق وضعت وزارة الداخلية خطة إستراتيجية لحماية المنشآت الحيوية والأماكن العامة والبعثات الدبلوماسية، مع تكثيف البرامج التوعوية للمواطنين والمقيمين بمخاطر الإرهاب، والمحافظة على الأبناء عن طريق أولياء أمورهم، وأبقت المملكة باب مراجعة النفس والاستسلام للسلطات الأمنية مفتوحاً، لكل من يبدي توبته، بعد أن يكتشف أنه غُرر به من قبل الإرهابيين. تصحيح المفاهيم الخاطئة ويواصل مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية دوره الفاعل في مواجهة الإرهاب والأفكار المضللة، بما يقدمه من برامج متنوعة لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب المغرر بهم من قبل أعداء الأمة، الذين يحاولون التأثير عليهم وتلويث عقولهم بأفكار عبثية لا علاقة لها بالدين الإسلامي، وهو بريء منها. كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن للسعودية تجربتها المميزة في مواجهة خطر التنظيمات المتطرفة، وينفي إلصاق تهمة الإرهاب بدولة عانت من هذه الآفة الخطيرة، وتبذل جهدها لمواجهة الإرهاب، وحققت نجاحات كبيرة في التصدي له بقوة، وهو ما شهدت به العديد من دول العالم. وتظل تجربة المملكة في التصدي لهذا الخطر أنموذجاً للاستفادة منه، في دحر هذه الظاهرة المدمرة، واستئصالها من جذورها، والتصدي للتدخلات الإيرانية السافرة في دول المنطقة.