اتهم سياسيون ألمان المستشارة أنجيلا ميركل بجعل أوروبا عرضة لابتزاز تركيا، بعدما أضحت معتمدة عليها بصورة كبيرة في أزمة المهاجرين. ورفضت أنقرة الإذعان للمطالب الأوروبية بكبح قوانينها الواسعة لمكافحة الإرهاب، معلنة أن المحادثات بشأن منح الأتراك دخول منطقة شنجن بدون تأشيرة في مقابل وقف تدفق المهاجرين وصلت لطريق مسدود وأن على الاتحاد إيجاد «صيغة جديدة» لإنقاذ الاتفاق. ورغم أن عدد المهاجرين انخفض بشدة لاتزال ميركل تتعرض لانتقادات من حلفائها المحافظين في بافاريا وحزب البديل من أجل ألمانيا. وقال هورست زيهوفر زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي «لست ضد المحادثات مع تركيا لكن من الخطورة أن نكون معتمدين إلى هذه الدرجة على أنقرة». وأضاف لصحيفة «فيلت أم زونتاج» أن الاتفاق مع تركيا ساعد في تعزيز التأييد لحزب «البديل من أجل ألمانيا»بما يصل إلى نحو 15 %. واعتبرت سارا فاجنيخت المنتمية لحزب «دي لينكه» أن ميركل تفاوضت بالأساس بشأن هذا الاتفاق بدون مشاركة شركائها الأوروبيين، وحملتها مسؤولية تعرض أوروبا لابتزاز النظام التركي. ورأى جيم أوزديمير الزعيم المشارك في حزب الخضر وهو ابن مهاجرين أتراك، أن الاتفاق وضع أوروبا أمام خطر التعرض للابتزاز، وأنحى باللائمة على ميركل. ورغم إن الاتحاد الأوروبي يحتاج بشدة لنجاح الاتفاق إلا أنه يصر على أن تنفذ تركيا 72معيارا من بينها قوانين مكافحة الإرهاب التي تقول إن حكومة تركيا تستغلها للتضييق على معارضيها. فيما ترد أنقرة بأنها بحاجة إلى تشريعات شاملة لمواجهة المسلحين الأكراد وتنظيم داعش. وعبر أعضاء في «الحزب الديموقراطي الاشتراكي» الشريك الأصغر في تحالف ميركل عن قلقهم. وقال كارستنر شنايدر للصحيفة ذاتها إن ميركل جعلت أردوغان الأساس في سياستها إزاء أزمة اللاجئين وإنه إذا أوقف أردوغان تعاونه فإن «نطاق انعزال ألمانيا داخل أوروبا سيكون واضحا مرة أخرى». غير أن وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير المنتمي للحزب الديموقراطي الاشتراكي قال لصحيفة «تاجشبيجل» إن تركيا مازالت الدولة الرئيسة لحل أزمة المهاجرين إلى أوروبا. وأضاف «نحتاج للتعاون إلى مدى معين إذا كنا نرغب في تجنب الظروف التي واجهناها العام الماضي».