أفادت تقارير ألمانية بأن الاتحاد الأوروبي وتركيا توصلا الى اتفاق مبدئي في شأن خطة عمل للمساعدة على تخفيف تدفق اللاجئين الى اوروبا. وأوردت صحيفة «فرانكفورتر الغيماينه سونتاغس زايتونغ» البارزة ان المفوضية الأوروبية وممثلين من الحكومة التركية توصلوا الى اتفاق الأسبوع الماضي ستتم الموافقة عليه خلال محادثات الإثنين في بروكسيل، بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وقادة الاتحاد الأوروبي. وبموجب الخطة توافق تركيا على تعزيز الجهود لضمان حدودها مع الاتحاد الأوروبي من خلال القيام بدوريات مشتركة مع حرس السواحل اليوناني في شرق بحر ايجة بتنسيق من جهاز حماية الحدود في الاتحاد الأوروبي (فرونتكس). في المقابل، توافق دول الاتحاد الأوروبي على استقبال ما يصل الى نصف مليون شخص لضمان عبورهم البحر بأمان من دون تدخل المهربين. ونقلت الصحيفة عن المفوضية ومصادر ألمانية قولها إن الخطة هي استكمال لاتفاق مبدئي ابرم بين بروكسيل وأنقرة في 2013. وفي حال الاتفاق على الخطة الإثنين فإنها ستطرح امام قادة الاتحاد الأوروبي في القمة المقبلة في منتصف الشهر الجاري. ويدعو الاتحاد الأوروبي تركيا الى بذل المزيد من الجهود لوقف تدفق المهاجرين الذين يعبرون الى اليونان، بعد ان وصل اكثر من نصف مليون منهم الى الشواطئ الأوروبية هذا العام. والأسبوع الماضي، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي في قمة طارئة حول المهاجرين على تقديم مزيد من المساعدات الى انقرة ودول اخرى في المنطقة تستضيف لاجئين سوريين. الا ان الاتحاد الأوروبي يؤكد ان انقرة يمكن ان تبذل المزيد من الجهود للتعامل مع نحو 30 الف مهرب للبشر في تركيا. كما يرغب في إقامة «مواقع ساخنة» لتسجيل طالبي اللجوء على الأراضي التركية، وهو ما استبعده مؤخراً رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو. وفي تركيا حالياً نحو مليوني لاجئ سوري. سبتة في غضون ذلك، اعلنت السلطات الإسبانية في سبتة ان مئات المهاجرين من مناطق جنوب الصحراء في افريقيا حاولوا اقتحام المعبر للدخول الى هذا الجيب الإسباني داخل الأراضي المغربية، الا ان 87 منهم فقط نجحوا في الدخول. وورد في بيان صادر عن بعثة الحكومة الإسبانية في سبتة ان 13 شخصاً هم عشرة مهاجرين وثلاثة عناصر من الشرطة اصيبوا بجروح طفيفة خلال التدافع الذي رافق محاولة الاقتحام. وتمكن المهاجرون من الالتفاف حول السياج القائم على الحدود في مكان يضم كاسراً للموج على البحر المتوسط. وأضاف بيان البعثة ان المهاجرين ال87 الذين تمكنوا من دخول سبتة نجحوا في ذلك اما عبر احداث فتحة في السياج الحدودي وإما عبر السباحة حول كاسر الموج. وتجري غالبية محاولات الدخول الى الإراضي الإسبانية عبر البحر المتوسط من الشواطىء المغربية، الا ان بعض المهاجرين يحاولون ايضاً الدخول الى جيبي سبتة ومليلية الإسبانيتين الواقعتين داخل الأراضي المغربية في أقصى شمال البلاد. دعم للمهاجرين في فيينا من جهة أخرى، خرج أكثر من 20 ألف شخص في مسيرة في العاصمة النمسوية فيينا لإظهار دعمهم المهاجرين ورفض التصعيد في الفترة الأخيرة من قبل حزب الحرية اليميني المعادي للمهاجرين. وفي الشهر الماضي وحده دخل حوالى 200 ألف لاجئ ومهاجر (معظمهم فروا من الحرب في سورية) إلى النمسا البالغ سكانها 8.5 مليون نسمة، وأثار هذا موجة تأييد لحزب الحرية في انتخابات في المقاطعات وانتخابات عامة. ورفع المتظاهرون الذين قصدوا مقر البرلمان في وسط فيينا وكان بينهم طلاب وعائلات وأطفال لافتات كتب على إحداها: «نؤيد اللاجئين ونعارض حزب الحرية» بينما كتب على لافتة أخرى «لا أسوار حول أوروبا.» وترشح هاينز كريستيان شتراكه زعيم حزب الحرية الذي تعهد بحماية ما وصفها الهوية المسيحية والغربية للنمسا، لمنصب رئيس بلدية فيينا في انتخابات مقررة في 11 الجاري. والعاصمة معقل تقليدي للاشتراكيين الديموقراطيين. ودعا شتراكه إلى بناء سياج حول النمسا لوقف تدفق المهاجرين الذين يعبر غالبيتهم البلاد صوب مقصدهم المفضل في ألمانيا. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، طلب تسعة آلاف شخص فقط حق اللجوء في النمسا بينما تتطلع البقية الى الاستقرار في شمال أوروبا.