لم يعد حزب العدالة والتنمية قادرا على إخفاء حالة الصراع الداخلي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داوود أوغلو، إذ أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس (الخميس) نيته التنحي من رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئاسة الحكومة، في قرار يعزز موقع أردوغان في مسار إحكام قبضته على البلاد.. لكن ماذا جرى بين قطبي حزب العدالة الحاكم!؟ بحسب موقع (تركيا بوست)، كشف الصحفي عبدالقادر سلفي، المقرب سابقا من الحكومة التركية، تفاصيل الخلاف بين الرجلين، مشيرا إلى أحد الاجتماعات الساخنة بينهما الأسبوع الماضي، حيث قال أوغلو في كلمتة التي استمرت مدة 28 دقيقة أمام اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية لحزب العدالة والتنمية «لا أريد أن أذهب إلى مؤتمر الحزب في ظل أجواء تنافسية».. أنا لست مع مؤتمر ذي رأسين. بالإشارة إلى هيمنة الرئيس رجب. بعد ذلك اتصل الرئيس التركي برئيس حكومته، الذي سأله: يقال إنكم طلبتم جمع التواقيع من الأعضاء، فأجاب أردوغان: نعم، هذا طبيعي لأنني قائدهم. فرد داوود أوغلو: أنت أيضا قائدي، لنؤجل اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية أو آتي إليك لنتحدث سويا» فأجاب أردوغان.. «افعل ما يجب». كانت مؤشرات الصراع على الصدارة واضحة على الحزب رغم محاولات طمسها. لكن أحمد داوود أوغلو فضل كشف المستور وإعلان عدم الترشح لرئاسة الحزب أو الحكومة. وبحسب سفلي، كان من المتوقع أن حضور أوغلو مع الاستقالة، واتصل أوغلو بأردوغان للاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وعند لقائهما قررا الاجتماع في اليوم التالي الثلاثاء الماضي. وقبل الاجتماع، التقت قيادات الحزب بداوود أوغلو وأردوغان واتفقوا على المضي نحو خطة أولية لحل الإشكاليات. ورغم معرفة أردوغان بهذه الجهود إلا أنه وجه أوغلو بالدعوة إلى مؤتمر استثنائي في 28 مايو الجاري وإنهاء الموضوع.. وكان ما كان. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن ثمة من يعمل على إذكاء النزاع بين الرجلين وإشعال النار في حزب العدالة والتنمية. وقالت المصادر إن ما جرى بين أوغلو وأردوغان صراع خفي بين «المدير» و«المعلم». وسيظهر هذا الصراع علانية في هذا الصيف.