عندما شرعت بالكتابة لصحيفة «عكاظ»، تلك الصحيفة التي أكن لها وللقائمين عليها ولقرائها كل المحبة والتقدير والاحترام، فإذا بالعديد من القضايا الخاصة بالشأن السعودي بدأت بالتبادر لذهني سواء ما يدور منها في الدوائر الداخلية أو الخارجية.... فهل أكتب عن الإرهاب الغاشم الذي تتعرض له المملكة؟... أم عن ما يحاك من مؤامرات وتربص من بعض الدول والقوى الإقليمية؟... أو عن عاصفة الحزم؟... أأتكلم عن انخفاض أسعار البترول عالميا؟... أم أناقش الحملات الإعلامية التي يشنها أقزام الصحافة والإعلام والسياسة من مدمني الكلام؟.... مممم...... ورأيتني أمسك بالقلم، وأرسم خطا مستقيما على الخريطة أمامي، يربط ما بين القاهرة والرياض. ولأن الخط المستقيم والمباشر هو طريقي ومنهجي في الحياة، حيث آراه دائما أقصر الطرق، أسهلها وأبسطها، بل وأجملها أحيانا. فأخترت أن أكتب بشكل مباشر عن العلاقات المصرية - السعودية، فالعلاقات بين البلدين راسخة متينة، تاريخية أصيلة، عروبية وقومية... ويأتي ذلك متزامنا أيضا مع الزيارة التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر..... وليكن مقالي هذا كتحية ورسالة سلام من بلاد السلام لبلاد الإسلام. فالعلاقات «السعودية - المصرية» وخاصة بعد ثورة 30 يونيو اتسمت ب «الشراكة الإستراتيجية» سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وتلك العلاقات تعد ركيزة الاستقرار في المنطقة العربية بأثرها، فالتحولات والتغيرات في سياسات البلدين غالبا ما تكون في الأدوات وليس في الأهداف، مما يجعل من الصعب أن تضر بأي من الطرفين، فما يجمع بينهما أكثر مما يفرق. وسأستعير تصريحا مشتركا رائعا للسفير أحمد القطان ولشاعرنا الجميل فاروق جويدة في إحدى الاحتفاليات حيث قالا: «مصر والسعودية هما جناحا الأمة، إذا حلقت حلقت معها كل الأشياء، وإذا جاء مكروه فالكل يدفع الثمن، وبتكاتفهما، سوف نصل إلى ما نصبو إليه جميعا». ولا يجب أن نمر مرور الكرام على الدور السياسي والدبلوماسي الممتاز لوزير العلاقات الخارجية عادل الجبير وخاصة في تلك الظروف التي تشهد عددا من التطورات والتحديات على أصعدة مختلفة، فمواقفه وقراراته وتصريحاته خير شاهد على تمكنه من إدارة العلاقات «السعودية - المصرية» بشكل يوضح أنه يمتلك أدواته تماما ويستطيع أن يوظفها ببراعة في الصالح العام. ونرى كلتا الدولتين تمتلك من التاريخ والجغرافيا والسكان ما يكمل الآخرى، بالإضافة للمهام السياسية المفصلية بالنسبة لمصر، والقوة الروحية، المادية والنفطية بالنسبة للسعودية. ومصر ترحب دوما بتنمية العمل المشترك مع المملكة في مختلف المجالات، وحريصة على تعزيز العلاقات الإستراتيجية على كافة الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، وتؤكد دائما على أهمية استمرار وتواصل العمل المشترك. وبالنيابة عن الشعب المصري كله أقول أهلا ومرحبا دائما بالملك سلمان بن عبدالعزيز في بيته ووطنه الثاني مصر، فالأزمات دائما ما تكشف الرجال وتبين من العدو ومن الصديق، وأنتم خير الأصدقاء والأشقاء.... حللت أهلا ونزلت سهلا في وسط أهلك ومحبيك. ومصر والسعودية معا يدا واحدة لحلحلة أزمات العالم العربي، بعيدا عن خلخلة نسيجه كما يفعل الأعداء. * كاتبة مصرية