إعلان مكافحة المخدرات عن ضبط مروجي مخدرات عبر البرامج والتطبيقات المختلفة، رسالة قوية للمجتمع السعودي للانتباه إلى مخاطر التقنية والعالم الافتراضي. فأصبح هذا العالم يستغل من الجماعات الإرهابية والمروجين لتدمير ثروة المملكة الحقيقية وهي الشباب. وجود 19.6 مليون مستخدم للإنترنت في المملكة، و53 مليون مشترك في خدمات الاتصالات المتنقلة حسب إحصائية هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2014، تجعل العالم الافتراضي للمملكة بيئة جاذبة للمروجين الإلكترونيين. ولا ننسى أعداد المشتركين الضخمة في برامج التواصل الاجتماعي كتويتر (يوجد فيه 200 مليون مستخدم شهريا على مستوى العالم) والسناب شات (يوجد فيه 200 مليون مستخدم شهريا على مستوى العالم) وبرلنقو Palringo 27 (يوجد فيه مليون مستخدم على مستوى العالم) جعلته وسيلة سهلة للتواصل مع جميع الفئات السنية في أي وقت وبدون حواجز مع غياب الرقابة الأسرية. وأكدت دراسة أمريكية أن السعودية احتلت المرتبة الأولى في استخدام الإنترنت بواقع 20 ساعة أسبوعيا للشباب و13 ساعة للفتيات كما ذكر مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية في المملكة. لذلك تحول المروجون إلى العالم الافتراضي لترويج سمومهم. الإحصاءات الأخيرة تقول إن 27 مليون مستخدم حول العالم يستخدمون برلنقو الذي يحتوي على 350 ألف غرفة محادثة وكذلك ألعاب. هذا الخبر يجبرنا للرجوع إلى الوراء قليلا لإعلان مكافحة المخدرات قبل أسابيع عن ضبط ستة حسابات لترويج المخدرات ثلاثة منها في سناب شات وثلاثة في تويتر. النقطة الجوهرية في هذا الإعلان هي طريقة التخفي، حيث استفاد المروجون الإلكترونيون من البرامج لتغير الشكل واستخدام ملامح نسوية أو طفولية واستهدفوا الفتيات وصغار السن. تستخدم هذه الطرق عادة للإغواء وبناء الثقة والتأثير على الضحايا في العالم الافتراضي. هذه النقطة تثير التساؤلات للمجتمع السعودي، هل قمنا بتوعية أبنائنا عن مخاطر الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي؟ هل الأسرة تعي المخاطر الحقيقية لبرامج التواصل الاجتماعي؟ وهل تعي أن شراء الأجهزة الذكية ووضعها بيد الأبناء دون توعية قد تكون سببا في ضياعهم؟ أعتقد أن وزارة الداخلية أحسنت صنعا عندما بدأت في برنامج التوعية بمكافحة المخدرات (نبراس). ولكن جاء الدور على الأسرة لتوعية أبنائها قبل فوات الأوان. وهذه بعض النصائح لمستخدم الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي لتفادي مخاطر الوقوع كضحية لمروجي المخدرات: عدم التواصل مع الغرباء في مواقع الألعاب الإلكترونية أو برامج التواصل الاجتماعي. الحفاظ على المعلومات الشخصية وعدم البوح بها للغرباء. عدم تبادل الصور الشخصية مع الغرباء. عدم ترتيب أي مقابلة شخصية عن طريق مواقع الألعاب الإلكترونية أو برامج التواصل الاجتماعي. حجب أو حظر أي شخص تشعر بعدم الارتياح لأسئلته في الرسائل والدردشة. تبليغ المدرسة في حالة الاشتباه بأحد الأشخاص. في النهاية الجرائم المعلوماتية ستستمر في العالم الافتراضي، وسنرى في الأيام القادمة حالات كثيرة ليست فقط في المخدرات بل المتاجرة في الأعراض والمتاجرة بالأسلحة والمتاجرة بالحيوانات المفترسة والمتاجرة بالبضائع المسروقة. العالم الافتراضي عالم مليء بالجرائم، وليس لدينا حل إلا التحصين الإلكتروني وتطبيق الأنظمة وتغليظها على مرتكبي الجرائم الإلكترونية. (*) خبير الأمن الإلكتروني