مما يسر الزوار ويسعدهم بعد الصلاة بالمسجد النبوي والصلاة في الروضة الشريفة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما أن تطأ أقدامهم الأراضي التي سار عليها وفوقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم هو مبلغ السرور والسعادة إن صلوا في المساجد التي صلى بها نبي الرحمة المهداة صلوات الله وسلامه عليه وبها رفع الدعاء إلى الله عز وجل. لذا فقد كان من المستغرب أن تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقفل مساجد بعضها صلى فيها ورفع الدعاء إلى الله نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وأقام بنيانها عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يوم كان أميرا للمدينة المنورة، وبعضها أقامها محبون لله الذي قال في القرآن الكريم: {إن المساجد لله} ومحبون لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. ففي ما نشرته «عكاظ» بتاريخ 7/6/1437: «أن الهيئة بررت قرارها بإغلاق مسجد الأحزاب وبقية المساجد السبعة بحجة حدوث بدع وخرافات وضلالات من بعض الزوار .. وإذا صح أن يحدث هذا من الزوار الوافدين فكان من الأولى بالهيئة أن تقوم بإرشاد وتوعية من قام بما ذكرته وليس قفل المساجد مهما كانت المبررات. فرب العزة والجلال يقول في سورة البقرة: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه}. والغريب في الأمر أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعترفت صراحة - كما جاء في عكاظ الخميس 7/6/1437 - أنها هي التي أوصدت المساجد السبعة ومسجد الأحزاب، ثم عادت في اليوم التالي وخرجت ببيان أشاعته على الملأ تنفي ارتباطها بتلك الإغلاقات زاعمة براءتها من تلك الاتهامات سواء في إغلاق مسجد الأحزاب أو المساجد الأربعة المجاوره له. هذا في الوقت الذي أبدى فيه من جانبه استغرابه عضو اللجنة الوطنية للسياحة نفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقرار الإغلاق، وأكد أنه يمكن للجميع التأكد من واقعة الإغلاق والاطلاع على قرار الإغلاق. وتساءل إذا كانت هيئة السياحة والشؤون الإسلامية لم تغلقا المساجد، فمن وراء الإغلاق.. وقد جاء كل ذلك فيما نشرت «عكاظ» بتاريخ 8/6/1437. وفي العدد نفسه الذي نشرت «عكاظ» ما سبق أوضح المهندس عبدالحق بشير العقبي: «أن مسجد الفتح أو مسجد الأحزاب تم تشييده في المكان الذي بقي فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو الله حتى استجيب له في يوم الأربعاء بعد صلاة الظهر، وكان هذا المكان والزمان من المواضع التي ثبت عن بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم التماسهم لإجابة الدعاء عنده، ومنهم ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: لم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة. وكذلك ما جاء في رواية البخاري في الأدب المفرد. إننا نطالب الهيئة بالتوعية والإرشاد لا قفل مساجد يذكر فيها اسم الله. السطر الأخير : {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر }