قال مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صالح عباس أن المساجد السبعة التي ستستكمل الهيئة استلامها قريبا مغلقة لكونها في مرحلة الإعداد لتأهيلها والعمل مع الجهات المعنية على إعادة تأهيلها ضمن برنامج مواقع التاريخ الإسلامي. مؤكدا على أن هناك تنسيق وتعاون مستمر بين هيئة السياحة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الشؤون الإسلامية وغيرها من الجهات التي ترتبط الهيئة بها باتفاقية تعاون وبرامج مشتركة ، جاء ذلك في بيان مقتضب بعد عدة اتصالات هاتفية " للرياض ". من جهة أخرى لم ينسجم البيان الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي نفت فيه إغلاقها المساجد أو امتلاكها هذه الصلاحية نظاما - وفق ما نشرته الرياض على لسان متحدثها في عددها ليوم الأربعاء - مع الواقع الفعلي بعد أن زار المحرر الموقع والتقى عددا من الزوار الذين أكدوا رغبتهم الدخول للمساجد ووجدوا أبوابها موصدة بالأقفال والسلاسل ورجال الهيئة محيطين بها، يؤكدون لهم وعظا " بدعيتها وعدم ثبوت آثار صحيحة يستند عليها لاستحباب الصلاة فيها أو الدعاء عندها ". وقال أحد الزوار: إن ساحة الخندق والمساجد المحيطة بها لا يتواجد بها سوى مركبات الهيئة وكرفاناتها المخصصة للتوجيه ، هذا المنع يستمد قوته من الجانب الوعظي الإرشادي ، حيث أكد أحد الزوار أن أسلوب عضو الهيئة غلب عليه الرأي الواحد ورفض ما عداه حتى ولو كان الهدف ليس التعبد بل مجرد المشاهدة ، والوقوف على أماكن وشواهد ارتبطت بإحدى أهم المعارك الإسلامية ( الأحزاب ) فضلا عما ورد من صلاة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم في بعضها وكونها مواقع لبعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وهو المدون في كتب التاريخ والآثار. من جهته نفى د. محمد الأمين الخطري مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد علاقة إدارته بإغلاق المساجد السبعة أمام الزوار وأنه بموجب اتفاق أبرم قبل عشر سنوات مع هيئة السياحة فقد تسلمتها - الأخيرة - رسميا كمواقع تاريخية وتراثية ، مؤكدا بأن مسؤوليته تقتصر على الجامع الكبير " الخندق " الذي تم بناؤه حديثا. جدير بالذكر أن المساجد السبعة من المعالم الأثرية والتاريخية البارزة التي يزورها القادمون للمدينة من حجاج وزوار وهي مجموعة من المساجد الصغيرة عددها الحقيقي 6 وليس 7 كما هي شهرتها ولكنها اشتهرت بهذا الاسم (السبع المساجد) ويروي المؤرخون ان مسجد القبلتين الذي يبعد عنها كيلومتراً تقريباً يضاف إليها لأن من يزور تلك المساجد عادة يزور ذلك المسجد أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها 7، وهناك من يقول بأنها في الأصل 7 ولكن أحدها اندثر واختفت معالمه ونسي اسمه. ووصف المؤرخ البلادي هذه المساجد في كتابه طريق الهجرة بأنها: «مجموعة محاريب بسفح جبل سلع الغربي إلى الجنوب، لا يكاد بعضها يسع صفين، تكلم من بعضها من في البعض الآخر (كناية عن قربها من بعض)» ، ويعتقد كثير من الناس فضل هذه المساجد؛ لاعتقادهم أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى في بعضها ودعا فاستجيب له، ويعتقدون أن المساجد الباقية كانت مصلى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في غزوة الخندق؛ كانوا يتهجدون ويقومون ليلهم بها كل واحد في المصلى الذي سمي به. وتقع هذه المساجد عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة عندما زحفت إليها جيوش قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة حيث وقعت أحداث غزوة الخندق والتي تعرف أيضاً بمسمى غزوة الأحزاب. ويروي بعض المؤرخين أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب: الفتح، سلمان الفارسي، أبوبكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، فاطمة الزهراء. تواجد مكثف للهيئة في الساحة المتوسطة للمساجد مسجد أثري مغلق أبواب المساجد محمكمة الإغلاق زوار يقفون بباب مسجد الفتح عبث بلوحة أحد المساجد