دافع رؤساء أندية أدبية عن مشروع الشراكة مع دور نشر عربية، مبررين ذلك بفتح آفاق أرحب للنشر عربيا وحضور المؤلف السعودي في المعارض العربية بعد أن مضى علينا زمن لم يكن أحد يسمع بمؤلفينا ولا يقرأ نتاجنا، مؤكدين أن منفعة الشراكة تصب في مصلحة الثقافة السعودية خصوصا أن سعر بيع الكتب المطبوعة بالشراكة مع دور النشر معقول وليس مبالغا فيه. وأوضح رئيس أدبي الرياض الدكتور عبدالله الحيدري أن «توجه الأندية الأدبية لعقد شراكات مع دور نشر خارجية توجه صحيح؛ لأن معظم العاملين في الأندية هم في الأساس مثقفون وأدباء وليست لهم خبرات في مجال صناعة النشر؛ ومن هنا كانت معظم إصدارات الأندية الأدبية المبكرة ضعيفة إخراجيا بشكل لافت». وأضاف النادي الأدبي بالرياض من أوائل الأندية الأدبية التي عُنيت بهذا الجانب، ووقع النادي اتفاقية مع المركز الثقافي العربي ببيروت والدار البيضاء في عام 1428/2007، ومرت الاتفاقية بمرحلتين: الأولى من (2007-2011)، وهذه المرحلة كان المركز ينتقي في كل سنة ثلاثة إصدارات أو أربعة ويضع شعاره عليها مع شعار النادي. بينما الثانية من (2012- وحتى الآن)، مشيرا إلى أنه من خلالها أصبحت جميع إصدارات النادي تخرج وتصمم أغلفتها في المركز الثقافي العربي بإشراف لجنة الإصدارات بالنادي، وأصبح إخراج الكتب موحدا وفي سياق واحد، في حين كانت إصدارات النادي السابقة مختلفة في تصميمها وإخراجها. ويؤكد الحيدري أن «المكسب الآخر هو وجود بعض العناوين من إصدارات النادي في عدد من معارض الكتب العربية، وهو تطلع كنا نطمح له ولم نستطع تحقيقه دون هذه الشراكة ومن هنا فأنا أؤيد استمرار الشراكات بين الأندية ودور النشر الخارجية؛ سعيا وراء إخراج متميز وانتشار أوسع ويرى أن القارئ لن يتضرر كثيرا إذ تباع كتب الأندية داخليا في معرضي الرياضوجدة بأسعار معتدلة». فيما قال رئيس أدبي الباحة حسن الزهراني بعد تجربة مع النشر المحلي «عانينا في التعامل والجودة والسعر، وقررنا في نادي الباحة الأدبي أن نتعامل مع دار الانتشار العربي ببيروت، وقد سبقنا نادي حائل في مجلسه السابق لهذا، فوجدنا بحق تعاملا راقيا ودقة في المواعيد وسعرا أقل من نصف ما كنا نطبع به في الداخل، وجودة عالية لم تختلف على مدار أربعة أعوام، وقد كان الهدف الأول من الشراكة نشر مطبوعات النادي محليا وعربيا، فمطابع الداخل تطبع وترسل إلى النادي ويبقى رهين المستودعات إلا ما وزعه النادي بطريقته أو كهدايا أو عرضه في مناسباته وفعالياته، أما بعد الشراكة مع دار الانتشار فقد أصبحت مطبوعات النادي حاضرة في جميع معارض الكتاب الدولية في جميع دول الوطن العربي وغيرها، ومنها معرضانا هنا في الرياضوجدة، كما أنها معروضة في موقع الدار الإلكتروني، وتوصل بالبريد إلى كل من يطلبها، والمستفيد الأول من وجهة نظري هو النادي ثم المؤلف الذي يبحث عن توزيع إصداره والدار التي تبحث عن الربح والشهرة لا شك». وأضاف الزهراني «أما تضرر القارئ من السعر، فلا أعتقد أن سعر الكتاب في دور النشر هذه أغلى من سعره في دور النشر المحلية؛ بل العكس وهذا ملموس وربما تجاوزت بعض الدور في الأسعار وهذا يجب أن يكون تحت رقابة الجهات المعنية بهذا». فيما أكد رئيس أدبي أبها الدكتور أحمد آل مريع أن «الشراكة مع دور النشر العربية إضافة حقيقية لبرنامج الطباعة، شريطة أن تكون وفق معاقدة واضحة وذات بنود تحفظ حق النادي وحق الأديب، فنشر الكتب لم يعد مسؤولية النادي بل مسؤولية مشتركة بين النادي وبين جهة محترفة في الطباعة والنشر، والعصر اليوم عصر شراكات وتعاون». مشيرا إلى أنه «يمكن لنا تحديد أبرز الأهداف في العناية بالكتاب صفا وإخراجا وورقا وغلافا، وتوزيع الكتاب عبر منافذ بيع محترفة، ومن خلال معارض دولية ومحلية وتخفيف الأعباء الإدارية والفنية المترتبة على إعداد الكتاب للنشر، وتسجيل الكتاب في عدد من مكتبات العالم، حيث إن مشاركة دور النشر المحترفة بكتبها في المعارض الدولية تلزمهم من إيداع عدد من النسخ في المكتبات الوطنية للدول، وتخفيف كلفة طباعة الكتاب المالية بالنظر إلى كلفة الكتاب المالية هنا». لافتا إلى أن «المستفيد هو الثقافة والأدب من خلال نشر الكتاب داخليا وخارجيا، وتقديم اسم الكاتب من خلال دور نشر محترفة، قد لا تنشط لنشر الكتاب لشاعر أو كاتب مغمور لولا الشراكة مع النادي، كما يستفيد النادي أيضا من خلال جودة الطباعة وموادها، ويستفيد الفكر من خلال انتشار الكتاب في أكثر من منفذ للبيع داخل المملكة، فالفائدة عامة ومشتركة». وقال آل مريع إنه «لا أعتقد ذلك لأن الكتاب متوفر للأدباء في الأندية بالإهداء أو بسعر مخفض جدا، كما أن تسعيرة الكتب تماثل سعر الكتب المطبوعة الداخلية». فيما عقد رئيس أدبي الشرقية محمد بودي العزم على المضي نحو توقيع عقد شراكة مع دار نشر عربية إيمانا بالفكرة. مشيرا إلى أن «المؤلف السعودي لم يكن معروفا بالقدر الكافي خارجيا وربما لم يسمع به أحد إلا بعد عقود الشراكة فليحمد ربه». لافتا إلى أنه «يمكننا أن نشترط على الناشر في العقد سعر البيع داخل المملكة بحيث لا يتضرر القارئ».