منطقة الباحة مولد للمبدعين في شتى مجالات الإبداع الثقافي الذي بدا واضحا للعيان وأصبح نادي الباحة الأدبي في مقدمة الأندية الأدبية في المملكة، وخاصة في احتضانه ملتقى الرواية العربية وملتقى الشعر ،ويعتبر من أكثر الأندية الأدبية إصدارا للكتب . وهذا بجهود نخبة من مثقفي المنطقة وعلى رأسهم الشاعر حسن بن محمد الزهراني رئيس نادي الباحة الأدبي المكني (بمتنبي الباحة) (الجسر الثقافي) التقى الشاعر حسن الزهراني عبر الحوار التالي: الأندية الأدبية برأيك أين يكمن الخلل في اللائحة الحالية للأندية الأدبية حيث أعلن مدير الأندية الأدبية السابق حسين بافقيه بأن هناك لائحة جديدة ستصدر قريبا ؟ -بداية اللوائح تعتبر دساتير تسير عليها الجهات المعدة لها وطرحها على المثقفين عموماً فكرة جميلة للاستئناس بآرائهم فقط أما أن نأخذ كل الآراء فنحن نعلم أن بعض الآراء تحكمها الأهواء الشخصية وغيرها وليس من خلل ما دامت مطروحة للجميع واعتقد وأن اللجنة المختارة ستجمع الآراء وتدرسها بكل وعي وتضع الصيغة النهائية التي ننتظرها . قصيدة التفعيلة أنت والشعر توأم .هل تمكنت منك قصيدة التفعيلة وهجرت العمودية ثم أين أنت من شعر المناسبات؟ - الشعر لا يعترف بقالب أو لون أو لغة عندما تأتي القصيدة تأتي هي بنوعها ولونها ولغتها، بناء على مخزون الشاعر وتجربته وقدرته على بلورة ما يدور في خلده أو ما يدور حوله. أما شعر المناسبات فكان لي معه حكاية طويلة ختمتها بقصيدة اعتذار عن شعر المناسبات نهائياً بعنوان (الشعر والمزاد) ونشرت في الصحف وبقية وسائل الإعلام حينها، واستدعاني صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود عندما كان وكيلاً لإمارة منطقة الباحة وناقشني حولها وقتاً طويلاً وسألني هل وجدت مضايقة من أحد فقلت له لا والله ولكن شعر المناسبات يستهلك الوقت والجهد رغم وقتيته، فاقتنع بوجهة نظري وقبل اعتذاري. وقد جمعت هذه القصائد في مسودة ديوان سيكون ترتيبه السابع عشر بين دواويني بإذن الله. تنمية المواهب يحسب لكم بروز نادي الباحة الأدبي كناد منافس من خلال فعالياته وملتقاه السنوي . فهل هناك من جديد سيقدمه النادي ليواصل تألقه ؟ - نعم هذا العام كثفنا نشاطاتنا تجاه الشباب وسيكون هناك بإذن الله دورات لتنمية المواهب وورش عمل ومسابقات ثقافية كبرى للشباب، كما أننا خرجنا الى الشباب في كلياتهم بجامعة الباحة ومراكزهم الصيفية وأقمنا لهم وبهم نشاطات مختلفة وشاركناهم في ملاعبهم الرياضية، حيث رعى النادي أربع دورات رياضية لكرة القدم في المنطقة وحاولنا إيصال صوت النادي إلى الشباب وتعريفهم بنشاطاته وما يقدمه لهم ولا يخفى على الجميع أن شراكات النادي مع الجامعة والتعليم ولجان التنمية الاجتماعية ومجلس الشباب وهيئة حقوق الإنسان وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وفرع مركز الحوار الوطني بمنطقة الباحة ستسهم في تحقيق طموحاتنا بإذن الله، كما أن النادي ركز في معرضه المتنقل بين منتزهات المنطقة على أماكن تجمع الشباب وقد سررنا كثيراً عندما وجدنا بعض الشباب يتوافدون إلى النادي يسألون عن كتب وجدوها مع زملائهم، الذين حصلوا عليها من معرض الكتاب المتنقل ونحن الآن بصدد عقد شراكة مع وحدة السرديات بجامعة الملك سعود بالرياض ،كما أننا في شهر شوال المقبل بإذن الله سنبدأ للإعداد لأكبر مهرجان شعر عربي وهو مهرجان الشعر الثاني بنادي الباحة وأعتقد أن المهرجان الأول مازال في الأذهان حيث شارك فيه 54 شاعراً من مختلف أنحاء الوطن العربي إضافة إلى استمرارنا بإذن الله في ملتقى الرواية العربية في نسخته السادسة والذي أخذت منه الباحة بحمد الله مسمى (عاصمة الرواية العربية). مظلة واحدة كيف تصف علاقة النادي بأدباء الباحة هل تراها فعالة أم يشوبها شيء من التوتر؟ - النادي لكل الأدباء على مختلف أطيافهم وتوجهاتهم ومستوياتهم، وليتك ترى التفاف أبناء الباحة من المثقفين والأدباء والشباب حول النادي أيام المناسبات والملتقيات السابقة إنهم يخجلوننا بكرم تطوعهم للعمل في لجان التنظيم بكل وطنية وصدق انتماء ، وإذا انتقد النادي أربعة أو خمسة فهذا طبيعي وهو في كل المناطق وليس بدعاً ومازلنا ندعوهم إلى أن نكون تحت مظلة واحدة بدلاً من الاختلاف . شغلنا الشاغل هل نستطيع أن نقول إن النادي الأدبي يعطي فئة الأدباء الشباب أهمية خاصة؟ - نعم الشباب هم في هذه المرحلة شغلنا الشاغل وقد ذكرت هذا في إجابة سؤال سابق هنا ولو عدت إلى ما نشر إعلامنا من نشاطات نادي الباحة في الفترة الأخيرة لوجدت جلها تهتم بالشباب . نأمل المزيد قراءتك للمشهد الثقافي السعودي هل تعطينا تفاؤلا؟ - نعم أنا في قمة التفاؤل لماذا ؟؟ لأن الحراك الثقافي المتنوع والشامل اليوم لم يشهد له المشهد الثقافي مثيلا في وطننا بل وقد يجاوز كبريات الدول العربية. كما أنني وكل من يراقب المشهد يرى ما تقدمه الأندية من نشاطات ومطبوعات وحراك متنوع وشامل يعلم أن هذه المرحلة هي الأبرز ومازلنا نأمل المزيد . المركز الأول لماذا أكثر اصدارات النادي تطبع في لبنان؟ - نحن تعاقدنا مع دار الانتشار في بيروت لعدة أسباب، أهمها أن مطبوعات النادي تصل إلى كل قارئ عربي لأن دار الانتشار تشارك في كل معارض الكتب العربية،وهذا ما نطمح إليه ويطمح إليه المؤلف الذي يخص النادي بمؤلفه طمعا في الانتشار والرواج كما أن تكلفة الطباعة هناك لا تصل إلى ربع سعر الطباعة هنا وهذا يوفر على النادي الكثير ، ولذا بحمد الله حصل النادي هذا العام على المركز الأول في عدد الإصدارات كمّاً ونوعاً ، كذلك ركزنا على البواكير للمبدعين الشباب وقد أشاد كبار النقاد بهذه البواكير وأنها تعد بمستقبل إبداعي مشرق.