دافع رؤساء الأندية الأدبية عن موقفهم ورؤيتهم لحركة النشر في أنديتهم نافين تسبب ضعف الإدارات في تكدس الإصدارات بمخازن الأندية. وأصر رئيس نادي الأحساء الدكتور ظافر الشهري على موقفه الأخير في نقده بعض إصدارات ناديه الأخيرة وقال في حديث إلى "الوطن": "أنا لا تخيفني الحقيقة عندما أقول أني ندمت على طباعة ثلاثة إصدارات ضعيفة، وهي متكدسة في مخزن النادي أما الأخرى لم يبق لدينا منها إلا كميات احتفظنا بها للإهداء والكثير منها نفد تماما". وكان تصريح الشهري الأخير أثار تساؤلات في الأوساط الثقافية عن جودة إصدارات الأندية الأدبية ومصيرها الذي تلقاه حيث تتكدس في المستودعات بحسب مراقبين، وعززوا رؤيتهم باعتراف الشهري بمجاملة بعض المؤلفين، فطبع لهم النادي كتبا لا تستحق النشر كونها ضعيفة ما أدى لتكدس هذه الإصدارات.وقال رئيس نادي مكةالمكرمة الدكتور حامد الربيعي: نادي مكة في السنوات الثلاث الأخيرة يطبع ما بين 1000 إلى 2000 نسخة من الكتاب الواحد وغالبا ما تنفد عن طريق الإهداءات، وتحضر معارض الكتب الدولية سنويا والمعارض الأخرى إضافة إلى توزيعها على جمهور النادي وليس لدينا تكدس بمعنى التكدس، وأنا ضد فكرة ترك الكتاب في المستودعات فالكتاب له طلابه، وفي حال نشر كتب لا ترقى للقراءة فكل ناد يتحمل المسؤولية في طباعتها.وكشف رئيس نادي جدة الدكتور عبدالله السلمي عن استراتيجية ناديه في التعامل مع الإصدارات لمنع التكدس، ذاكرا أن مستودع النادي توضع به الكتب التي تأتيهم من الوزارة سنويا وتوزع بحسب الفعاليات ويُرسل بعضها للمحافظات وأضاف لدينا أربعة لجان ثقافية في خليص والقنفذة والليث والعرضيات توزع عليها الإصدارات، ومجموعة منها نزود بها مكتبة الشربتلي في مقر النادي بجدة، ومن الطبيعي إذا طبعنا 2000 نسخة من أي كتاب أن يبقى معنا سنة أو سنتين، أما عن تكدس الإصدارات فالعملية تبنى على زاوية الفلترة وحسن الاختيار للكتاب. من جهته، روى رئيس نادي الباحة حسن الزهراني استراتيجية ناديه في القضاء على تكدس الإصدارات بقوله: حتى نقضي على إشكالية التكدس عقدنا شراكة طباعة وتوزيع مع دار الانتشار العربي للطباعة ببيروت، وأصبحت إصدارات النادي لا تغيب عن أي معرض للكتاب في أنحاء الوطن العربي وبادر النادي بإنشاء مكتبة في صالة مطار الباحة ثم نهج الزملاء في بعض الأندية هذا النهج، إضافة إلى معارض مصغرة في معظم فنادق الباحة، وصالات الانتظار في بعض المستشفيات و الإدارات الحكومية، ومعرض إصدارات النادي المتنقل. ورأى رئيس نادي جازان حسن الصلهبي أن تكدس الإصدارات لدى الأندية الأدبية يختلف من ناد إلى ناد آخر حسب نشاط كل نادي، وأشار إلى أن إشكالية توزيع الكتب عامة ونوقشت كثير، وقال: أرى أن تتعاون الأندية فيما بينها لتحقق مستوى أفضل في توزيع الكتاب وابتكار أفكار جديدة تسهم في هذا المجال وطبعا هذا يختلف حسب ظروف كل منطقة وطبيعتها الثقافية والاجتماعية وبالنسبة لنادي جازان فكثير من الكتب تنفد بسرعة لكثرة الطلب. رئيس نادي الأحساء الدكتور ظافر الشهري الذي فجر القضية أرجع تكدس الإصدارات إلى ضعف المنتج و ضعف مشاركة بعض الأندية في معارض الكتب، وبناء شراكات مع مؤسسات المجتمع المدني التي تطلب إصدارات الأندية، وعدم وجود اتفاق بين النادي وبعض دور النشر، موضحا أن لناديه شراكة مع دار الكفاح للنشر والتوزيع التي تتولى توزيع وتسويق إصدارات النادي بشكل ممتاز على حد قوله. ورأى رئيس نادي المنطقة الشرقية خليل الفزيع أن تكدس الكتب ناتج عن سوء خطة التوزيع، ذاهبا إلى أن تعاون بعض الأندية مع دور نشر عربية أسهم في التقليل من ظاهرة تكدس الإصدارات، وقال: يظل الكتاب سلعة تحتاج إلى وقت طويل لتسويقها، وأعتقد أن كل الأندية تسعى لتسويق منتجها الثقافي بطريقة أو بأخرى، ومنها معارض الكتب المحلية والدولية، والإهداءات للأفراد والمؤسسات الثقافية والتعليمية، ومن يطلبها من عامة الناس. رئيس نادي المدينةالمنورة الدكتور عبدالله عسيلان أكد على ضرورة حرص النادي على إصدار الكتب المفيدة وتشجيع الباحثين والأدباء وتابع قوله: درج النادي على أن يفحص ما يقدم إليه حيث يقدم الإنتاج لمحكمين فاحصين و إذا أجازوه ووجدوا أنه يستحق النشر طبعه النادي. ولم يختلف رأي رئيس نادي الجوف ثامر المحيسن عن سواه من الرؤساء، مرجعا سبب العزوف عن قراءة الإصدارات إلى كونها ليست بالمستوى المأمول، موضحا بقوله: القرّاء أصبحوا يبحثون عن ما هو أرقى، وكثير من المثقفين والشباب يبحث عن إجازة لنشر أي مطبوع وهو لا يرقى للنشر ومع ذلك ينشر، وبالتالي تتكدس في مستودعات الأندية الأدبية إضافة إلى عدم الإقبال في الوقت الحاضر على شراء الكتب لتوافر الشبكات العنكبوتية. رئيس نادي القصيم الدكتور حمد السويلم قال: لا نعاني في القصيم من التكدس لأننا نكتفي بطباعة 1000 نسخة من كل إصدار، وإذا رأينا أن الكتاب حقق قبولا لدى القراء نطبع طبعات أخرى، والكتاب يمر على مجلس الإدارة ثم تشكل له لجنة خاصة لكتابة تقرير عن مدى صلاحيته للطباعة من حيث أهمية الموضوع و منهجية الكتاب ثم يتم الاتفاق مع موزعين يوزعون الكتب و يعرضونها في المعارض الدولية، وأعترف أن إصداراتنا في هذه الدورة قليلة لأننا كنا مشغولين بإنشاء مبنى يليق بالعمل الثقافي المؤسسي.رئيس نادي نجران سعيد مرضمة قال: نحمد الله على عدم تكدس الإصدارات بالنادي، لدينا شراكة مع دار أروقة للطباعة والنشر التي تسوق مطبوعات النادي في معارض الكتب العربية، ومطبوعات النادي حققت نسبة مبيعات 100% وتكدس الكتب لدى بعض الأندية الأدبية يعود لعدم التسويق الجيد للكتاب وضعف جودة الكتاب وطباعة نسخ كثيرة، والمفترض أن يكون هناك عدد محدد من النسخ المطبوعة. إلى ذلك، تواصلت "الوطن" مع أندية ولم تتجاوب معها وهي: تبوك وأبها وحائل والحدود الشمالية والطائف.